يقيم سكان تندوف منذ يوم السبت معروف ''سيدي بلال'' الذي يحتفلون به كل سنة، حيث تمثل هذه الوعدة التي تدوم ثلاثة أيام محطة ثقافية وتراثية هامة في الحياة الاجتماعية المحلية. وترمز هذه التظاهرة الثقافية المتوارثة عبر الأجيال الى معاني التكافل الاجتماعي النابع من عمق القيم الدينية الراسخة في الأوساط الاجتماعية بالجهة. وتميز اليوم الأول من ''معروف سيدي بلال'' الذي يتزامن مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بتنظيم حفل ختان جماعي للأطفال ومشاركة الوفود والفرق الثقافية والرياضية لجمعيات مهتمة منها فرق ''قارقابو'' و''الفن والتراث القديم'' وجمعية ''مشعل وتراث الجنوب'' وغيرها من الفرق التي أمتعت الحضور وسط أجواء مفعمة بالفرح والأهازيج المعروفة محليا. كما أقيمت استعراضات متنوعة لقطعان الإبل التي تشتهر بتربيتها المنطقة. وأبرز رئيس جمعية ''قنقا'' الثقافية السيد ميارة ميسارة في كلمته الافتتاحية معاني التكافل الاجتماعي وما تحمله هذه التظاهرة من أبعاد ثقافية ودينية وسياحية واجتماعية، معتبرا المناسبة رمزا للمحبة والمودة. ويشكل ''معروف سيدي بلال'' حسب ما أوضح نفس المتحدث محطة هامة لدعم الثقافة المحلية والحفاظ على التراث المادي واللامادي الذي تزخر به هذه الولاية الحدودية. كما أصبحت التظاهرة عند أهل المنطقة عادة حميدة يهب الجميع لإقامتها دافعهم في ذلك إيمانهم بأبعادها الإصلاحية والمتمثلة في إصلاح ذات البين ورفض المفاسد. ومن جهته عبر والي الولاية الذي أعطى إشارة الانطلاق الرسمي لهذه التظاهرة عن اهتمامه بمثل هذه المناسبات التي تدخل في إطار التفعيل الثقافي والتراثي للولاية مشيدا بدور هذه الفضاءات في ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي. وبرمج لهذه الفعاليات الشعر الحساني الذي يمثل اللغة الناطقة لسكان المنطقة وكذا محاضرات دينية ومسابقات ثقافية ومعارض تقليدية وأخرى للفنون التشكيلية بالإضافة إلى سهرات فنية وفلكلورية. وخلال أيام ''معروف سيدي بلال'' تنحر الإبل من أجل تقديم الطعام للضيوف والزائرين وعابري السبيل والمتمثل على الخصوص في الطبق المحلي المعروف باسم ''البانافا'' في حلقات يقام خلالها الدعاء والتضرع لله من أجل إصلاح ذات البين وإقامة أواصر المحبة والتكافل.