بريزة من الفنانات القلائل اللواتي تركن بصمة خاصة في الساحة الفنية،تألقت في سماء الأغنية السطايفية وقدمت الكثير في هذا المجال بريزة فتحت ل''الحوار'' باب بيتها بصدر رحب في جلسة حميمية تكشف لنا الكثير من الأمور التي سمحت لنا بالتعرف على الوجه الآخر لبريزة ربة البيت الام والزوجة والفنانة. لا حظنا في الآونة الأخيرة تراجع الأغنية السطايفية مقارنة بالسابق لا سيما بعد اقتحام الأصوات الشابة هذا الطابع الغنائي. ما تعليقك؟ من يقول إن الأغنية السطايفية تراجعت فهذا مجرد هراء والواقع يثبت ذلك، فسوق الكاسيت يشهد طلبا منقطع النظير على الأغنية السطايفية خاصة الحديثة منها نظرا لتميزها وإيقاعها الخفيف، نفس الحال بالنسبة للحفلات والأعراس ونحن الآن نملك أصواتا شابة في هذا الطابع جيدة ويمكن ان نعول عليها.فبعد أن كانت الأغنية السطايفية متمركزة في مناطق الهضاب العليا وبعض مناطق الجنوب، عرفت في السنوات الأخيرة انتشارا واسعا في جميع مناطق الوطن خاصة في الشمال وأنا شخصيا لاحظت ذلك في الجزائر العاصمة وأؤكد أن البعض غيروا طبوعهم الغنائية نحو السطايفي نظرا للشهرة الذي حققها هذا الطابع . ما رأي بريزة في الانتشار الذي عرفته ظاهرة إعادة أغاني القدامى وتحريف بعضها من قبل الفنانين الشباب ؟ بالنسبة لي في غياب كلمات والحان جديدة لا استطيع أن أسمى هذا جديدا، ولكن علينا أن لا نبتعد عن الواقع كثيرا. فكثير من الفنانين نتيجة ضعف الإمكانيات يصبحون رهن إشارة المنتجين، فغالبية المنتجين المتواجدين على الساحة الفنية الجزائرية يشترطون ان تكون الأعمال من التراث أي سبق غناؤها، فهم يرحبون بالتراث ولا يهتمون بالجديد، فانا مثلا ضمنت ألبومي الأخير أربع أغانٍ جديدة من كلمات الملحن المعروف محبوباتي بالإضافة الى بعض الأغاني من التراث ،ورغم ان الاغاني الجديدة حققت نجاحا، إلا انها لم تحدث نفس الضجة التي حققتها الأغاني المعادة من التراث، ورغم ذلك أبقى أعيب دائما على الشباب ممن يتخذون من التراث جديدهم وينسبونه لأنفسهم. لا حظنا في الآونة الأخيرة نوعا من الطلاق بين بريزة والتلفزيون الجزائري، حيث أصبحت إطلالتك على الشاشة شبه غائبة. فهل هذا راجع لمشكل بينك وبين إدارة التلفزيون الجديدة ؟ في الحقيقة لا توجد لدي أية مشاكل مع التلفزيون الجزائري وغيابي سببه انه كلما تدعوني القناة الوطنية تكون أجندتي مليئة بالأشغال والمواعيد مما يتعذر علي تلبية دعواتهم المتكررة وفقا للمناسبات. مع هذا أعاتب على التلفزيون الجزائري سياسته المتبعة دعوته لنفس الأسماء المتكررة والدائمة الإطلالة على قانتنا الوطنية على حساب اسماء اخرى بارزة في الساحة الفنية. واعتقد ان المشاهد أصبح يشمئز من رؤية نفس الوجوه التي باتت تشكل الوجبة الرئيسية لمائدة التلفزيون، وطبع الانسان انه يكره تناول نفس الطعام يوميا، لهذا على التلفزيون ان يلتفت لأسماء أخرى خاصة منها المهمشة ومنحها فرصة الظهور على الشاشة لخلق نوع من التواصل بين الفنان وجمهوره.لقد وجهت لي الدعوة من طرف قناة نسمة تي في التونسية لكن الأولى عندي هو جمهوري في الداخل وارتباطاتي كثيرة. ما تقييمك لحصة ''عودة المدرسة '' في طبعتها الثانية ومستوى التحكيم فيها ؟ المدرسة.. الجيل الجديد سيرمون مثل من سبقوهم أين هم الآن أصحاب المدرسة الأولى.. اعتقد ان الأفضل لهؤلاء الشباب الذين التحقوا بمدرسة ألحان وشباب في طبعتها الثانية إكمال دراستهم ثم التفكير في الفن لان كل شىء في وقته جميل، ويجب ان نعرف ترتيب أولويات أمورنا قبل فوات الأوان. وعلى العموم الطبعة الأولى كانت مقبولة في عمومها لكن الطبعة الثانية افتقدت إلى أمور كثيرة حتى على مستوى الأصوات. من قدموا الطبعة الأولى كانوا أحسن وكانت فيها أصوات متميزة عكس الثانية التي لم تظهر فيها اصوات قوية، أما التحكيم يمكن القول انه مقبول على العموم. هل انت ممن يتخوفون من إصدار ألبومهم في هذه الفترة التي تعرف فيها الأغنية الرياضية رواجا خاصا؟ ومارأيك في الشباب الذين اتخذوا من هذا الرواج وهذه الاغنية فرصة لتحقيق الربح؟ لا اعتقد أنني سأنزل ألبومي إلى الأسواق في الفترة الحالية لان المنتجين منهمكين بالأغنية الرياضية، نظرا للرواج التي حققته هذه الأخيرة التي حطمت أرقاما قياسية في معدلات الطلب.أما بخصوص الذين توجهوا إلى الغناء الرياضي وعن الفريق الوطني لهدف مادي ولتحقيق الربح السريع، أنا لا أريد التطرق إلى تفاصيل هذا الموضوع بغض النظر عن أهداف كل فنان، إلا أنني استحسنت الفكرة وأعجبني كثيرا حميدو بطابعه الجديد في تغنيه بالفريق الوطني الجزائري وهذا شيء جديد، فهي فرصة للشباب الذي طالما بحث عن فرصة يستطيع من خلالها السطوع في سماء الأغنية، والحمد لله تحقق لهم ذلك عن طريق محاربي الصحراء الذي صنعوا أمجاد الجزائر وصنعوا الفرحة وحجزوا لهم وللجزائر مكانة ضمن الكبار، فنحن والحمد لله حققنا القليل مما كنا نصبو إليه واستطعنا أن نصنع مكانة لنا في أوساط الجمهور الجزائري الذواق للفن. وماذا تحمل بريزة لجمهورها بعد ألبومك الأخير الذي جمعك في ديو مع الفنان شرايطي الزاهي ؟ احضر لألبوم جديد لسنة 2010 مزيج بين النايلي والسطايفي، ومن المنتظر أن احمله ست أغانٍ، ثلاث أغانٍ منها اجتماعية وأخرى عن الأفراح والأم وكلها جديدة مئة بالمائة من كلمات كتاب من بسكرة والمسيلة وقمت بالاستعانة بالحان من التراث لأربع أغاني من الألبوم. وسأتفرغ للألبوم بعد الانتهاء من الحفلات والأعراس ليكون جاهزا خلال الأشهر القليلة القادمة. لماذا كل هذا التكتم عن عنوان هذا الألبوم والعناوين المصاحبة له؟ الفن الآن دخل عالم القرصنة، ولا أريد لأعمالي الخاصة بي أن تسرق مني وينسبها إليهم من يسمون أنفسهم بالفنانين، لذا أفضل عدم الإفصاح عن محتوى الألبوم.