البروفيسور زرهوني ينفي أي نية أمريكية للتمييز ضد الرعايا الجزائريين أكد المبعوث العلمي للولايات المتحدةالأمريكية البروفيسور إلياس زرهوني أمس أنه لا وجود لأية نية من طرف المسؤولين الأمريكيين للتمييز ضد الرعايا الجزائريين المسافرين عبر المطارات الأمريكية، معتبرا أن القائمة الإسمية التي أدرجت الجزائر ضمن قائمة دول الخطر تبقى مجرد سحابة عابرة في العلاقات الثنائية بين البلدين التي تستدعي حسبه تعاونا وتنسيقا كبيرين في المسائل التقنية المطروحة. وأوضح مبعوث الرئيس أوباما في لقائه مع الصحافة الوطنية على هامش زيارته لكلية الطب "لابيرين" بالعاصمة، أن كبار المسؤولين في الولاياتالمتحدةالأمريكية يسعون جاهدين لتجاوز هذا الإجراء لإلغاء اسم الجزائر من القائمة التي وصفها بغير الرسمية. مؤكدا أن هذا المسعى قد لمسه عدة مرات لدى لقائه بالمسؤولين الأمريكيين كوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي سبق وأن نقلت له ذلك. كما أضاف أن الرئيس باراك أوباما أبلغه بضرورة توضيحه للجزائريين أن الولاياتالمتحدة تأمل في تصحيح هذه الرؤية التي عرفت عدة تأويلات، من خلال اهتمامه الشخصي بتركيز العلاقات الثنائية اتجاه الميادين التقنية والعلمية كالصحة، الاقتصاد، وغيرها. وهذا بالنظر إلى علاقات البلدين المتجهة أكثر فأكثر نحو التعزيز والتعمق. وفي إطار قدومه إلى الجزائر بصفته مبعوثا علميا للرئيس باراك أوباما، أفصح الدكتور زرهوني أنها تصب في إطار تطوير وتعزيز العلاقات الأمريكية مع الجزائر ومختلف دول العالم في شتى المجالات لاسيما من الجانب الدبلوماسي والعلمي والتقني، قائلا "إن الرئيس أوباما يعتبر الجزائر بلدا صديقا ويتطلب الأمر تكثيف تبادل المعارف والخبرات والمشاريع المستهدفة معها بالشكل الذي يخدم المصلحة الجزائرية بالدرجة الأولى". وأضاف المتحدث أن تبادل المعارف بين البلدين يتحدد في 6 ميادين هامة تتمثل في قطاع المياه ومشاكله وإيجاد حلول لذلك على المدى البعيد، وميدان الطاقة من خلال التوجه للطاقات البديلة، إضافة إلى قطاع الصحة، التغيرات المناخية، وأخيرا التعاون الموسع في مجال نقل التكنولوجيات الحديثة والسياسيات اللازمة لتقويته. لاسيما في الميدان الاقتصادي. كما قال أن لقاءه بعميد جامعة "لابيرين" لعرادة محمد موسى ورئيس جامعة الجزائر الطاهر حجار سمح بدراسة ثلاثة مواضيع حول قطاع الطب، حيث يتحدد أولا في تطوير وتوزيع دروس الطب المتواجدة في أمريكا على طلبة الجزائر مع تمكينهم من المصادر والمعلومات الإلكترونية في التخصصات الطبية، بإنشاء جسر إلكتروني مثالي بين الشبكات المعرفية في البلدين. ومن جهة ثانية، تشجيع تبادل الخبرات مع المكونين في الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال إنشاء جالية لتبادل المعارف بين الطرفين، بالإضافة إلى خلق توأمة للبحث في الميادين الحساسة. وفي رده على سؤال حول استعمال التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية، أوضح مبعوث أوباما أنه لايوجد أي تحفظ أمريكي اتجاه هذا الغرض، مبرزا تشجيع الولاياتالمتحدةالأمريكية للدول على توظيف هذه التكنولوجيا في الميادين الطبية، وذات الصلة بالأهداف الإنسانية. وبخصوص زرع الأعضاء، قال إن الجزائر تولي اهتماما كبيرا لهذا الموضوع إضافة إلى الأمراض المستعصية الأخرى كالسرطان، السكري،.. داعيا إلى تشجيع التوعية أكثر لدى المواطنين بغرض التبرع بالأعضاء خدمة للانسانية. وهو ما يسهل التعاون بين الطرفين في هذا المجال الحساس. وللإشارة، فقد أكد البروفسور الياس زرهوني خلال جلسة عمل مع وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات أول أمس أن الولاياتالمتحدةالأمريكية على استعداد للتعاون لتكثيف التعاون في المجالين العلمي والتكنولوجي الموجود من قبل مع الجزائر، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بتعاون يكتسي أهمية كبرى بالنسبة للجزائر ولاسيما في قطاعات الصحة والتربية والبحث العلمي. وأبرز المتحدث عقب عرض مخطط عمل الوزارة في مجال الصحة والوقاية التطور المسجل بالجزائر في هذا المجال مؤكدا أهمية تعزيزه من خلال المضي نحو تعاون مثمر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويقوم البروفيسور زرهوني ذي الأصل الجزائري عقب مهمته في البلدان العربية والإسلامية ومنها الجزائر بتقديم مجموعة من التوصيات للرئيس الأمريكي، حيث تهدف مهمته إلى تسخير العلم والتكنولوجيا لخدمة الاقتصاد. وقد أوضح للرئيس الأمريكي بأنه لن يقبل المهمة إلا إذا تم إشراك الجزائر، قائلا في هذا الصدد "أعتبر نفسي أحد أبناء الجزائر، البلد الذي ترعرعت فيه وقضيت فيه طفولتي"، كما أشار إلى أن له حماسة الجزائري وبراغماتية الأمريكي، ولذلك سيسهر على تجسيد مخطط عمل وزارة الصحة بوضوح مع تشجيع الطب الجواري.