دافعت العضو المنتخب في حزب العمال البريطاني والجزائرية الأصل السيدة منى حميطوش أمس الثلاثاء على وضعية الإسلام والمسلمين في بريطانيا اليوم رفقة الوفد البريطاني المسلم الذي يزور الجزائر منذ مطلع الأسبوع، مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية لم تعمد إلى تهجير هؤلاء عقب التفجيرات التي ضربت قطارات الإنفاق في 70/07/2005، لكنها تصرفت بعقلانية من خلال دراسة المجتمع المسلم أكثر فأكثر، على صعيد آخر دعت المتحدثة المسؤولين الجزائريين إلى الاهتمام بموضوع تكوين اللوبيات، مفيدة أن الجزائر من البلدان القلائل التي ما تزال لا تربط صلة قوية بجاليتها في بريطانيا رغم إمكاناتها في الوقت الذي تمول دولة فقيرة مثل اليمن المدارس الخاصة بالبريطانيين من أصل يمني. وكانت السيدة منى حميطوش وهي عضو منتخب في بلدية انزلنقتون بالعاصمة البريطانية لندن قد نزلت أمس الثلاثاء ضيفة رفقة الوفد المكون من السيد عبد الله سيف، والسيد قادة بن دحة، وهو من أصول جزائرية بالإضافة للأستاذ محمد علي الموساوي على مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية، حيث نشط المحاضرة البروفيسور والمحلل السياسي امحند برقوق، في حضور شخصيات دبلوماسية من السفارة والخارجية البريطانية تتقدمه السيدة ليزي لوفات وسكرتير الشؤون السياسية السيد باري بيتش . وركز المتدخلون في خضم المحاضرة التي ألقيت على الهوامش الكبيرة التي تمنحها المملكة المتحدة للمسلمين رغم الحرب التي يشنها العالم على الإرهاب في هذه الأيام والتي تمخضت عن حديثين اعتبرهما الجميع المفصلين، وهما أحداث ال11/09/2001 في نيويورك وتفجيرات لندن في 07/07/2005، حيث أشارت السيدة منى حميطوش أن العمل اليوم جاري من اجل مكافحة الأفكار المتطرفة واستغلال فئة من المجرمين للحرية التي كان تمنحها القوانين البريطانية المعترف لها بضمان هامش كبير من الحرية تراجع بعد تلك الأحداث. من جانبه قال الأستاذ محمد علي الموساوي وهو بريطاني من أصل عراقي أن معركة المسلمين اليوم بالدرجة الأولى تتحدد في ضرورة تثقيف الأجيال القادمة، مشيرا أن غالبية الجالية المسلمة في بريطانيا تنحدر من أصول غير عربية، وان التأثير عليها قد وقع من أطراف عربية لم يكن لها صلة حقيقة بالكتاب والسنة الحقيقة، موضحا أن عملا كبيرا يقع بالتعاون مع السلطات البريطانية من اجل تحييد هذه الأفكار وإبراز دور المسلم الايجابي أو الحقيقي في بريطانيا وباقي دول الغرب. من جهته أكد السيد قادة بن دحة وهو رجل أعمال بريطاني من أصل جزائري أن اهتمامات الشباب المسلم تقع من اجل تغيير الذهنيات واثبات أن الإسلام بعيد كل البعد على الإرهاب وترهب الآخرين. أما مداخلة الأستاذ عبد الله سيف وهو شاب بريطاني من أصل يمني ويشغل أيضا عضوا مستشارا للهيئة البريطانية التشريعية والخاصة بالشؤون الإسلامية، فقد انصبت حول بدأ تزايد اهتمام لندن بالإسلام والمسلمين عقب تفجيرات قطارات الإنفاق في ,5002 موضحا أن المسؤولين البريطانيين كان ظنهم أن الخطر سيأتي من الخارج في الوقت الذي أثبتت تلك الأحداث العكس وهو ما تطلب تعاملا جديدا من الجالية المسلمة في بريطانيا العظمى، قال انه أقيم على أساس القوة المرنة الحوار والنقاش- وليس الصلبة -الأمنية والبوليسية-. وحين فتح النقاش رد الأساتذة وضيوف الجزائر على العديد من الأسئلة ومن ضمنها أسئلة '' الحوار '' والتي تعلقت بتراخي الحكومة وأجهزة المخابرات البريطانية الداخلية MI5 والخارجية MI6- في التعامل مع الإرهاب والجماعات المتطرفة في التسعينات، والتي وجدت في بريطانيا المأوى لها في ظل انطلاق فتوى تقتيل الأطفال والنساء من طرف الكثير من قادة الفكر المتطرف، كما سألناهم عن عرض فيلم فتنة في مقر البرلمان، وما أضفاه من تحريك لمشاعر المسلمين سلبيا، بالإضافة إلى العوائق التي تعيق حياة المسلم البريطاني. وجاء الرد الأول الذي تفق مع سؤالنا من طرف السيدة منى حميطوش التي أكدت أنها كانت تعيش ليالي سوداء وهي تبكي على مصير الجزائر في سنوات التسعينات عندما كان '' أبو قتادة المصري وأمثاله يطالبون يطعن بطون الأمهات الجزائريات الحوامل'' وهو الشيء الذي عايشته هي شخصيا عبر المرور بمسجد فينس بيري بارك في لندن. فيما تأسف الأستاذ محمد الموساوي على ذلك وقال ''بأننا وللأسف نعيش مخلفات تلك المرحلة اليوم معترفا بأن الحكومة البريطانية لم توفق في اختياراتها'' بل ذهب إلى ابعد من ذلك حين وصف تسييرها لتلك المرحلة ''بالخطأ الفادح''، مشيرا إلى أنها ''لو تعاملت بشكل جيد مع الملف لما خسرنا اليوم جيلا بكامله نعمل على إعادته للصواب اليوم'' ورغم ذلك فقد أكد أن لندن قد تعلمت كثيرا من أخطائها اليوم، مشيرا أنها لذلك تعمل على مساعدة المسلمين في مسألة توعية الأجيال القادمة، الحث على الابتعاد على التطرف والذي يلغي الآخر واعتماد الحوار والابتعاد على التحريض كما هو الشأن للرسومات الكاريكاتورية أو فيلم '' فتنة '' المسيء للإسلام والمسلمين. جدير ذكره أن الوفد البريطاني الذي يزور الجزائر منذ مطلع هذا الأسبوع يتكون من شخصيات سياسية وأخرى في المجتمع المدني ينحدرون كافتهم من البلاد العربية، بالإضافة إلى السيدة ليزي لوفات وهي مسئولة الشؤون الإسلامية في وزارة الخارجية البريطانية.