لاشيء يبرز الأهمية التاريخية للثورة الجزائرية المعاصرة (1954 - 1962) والتي سجلت كواحدة من أهم ثورات القرن ال,20 كالتذكير بنضال ذلك الجيل الذي مثلته المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد، والشهيدة حسيبة بن بوعلي والشهيدة فضيلة سعدان وغيرهن كثيرات ممن فقدتهن الجزائر في قوائم المليون ونصف مليون شهيد وملايين الجرحى والأيتام والأرامل. فجميلة بوحيرد بالنسبة لنا تمثل أول وآخر عنقود المجاهدات الجزائريات وواحدة من أهم رموز المقاومة في العالم إبان القرن ال,20 وكم كنت سعيدا عندما عرفت بعد سنوات طوال أن هذه السيدة حية ترزق ولم تفارقنا إلى الدار الآخرة، فقد كنت أحلم بلقاء هذه السيدة حين كنت صغيرا وحين شاهدت الفيلم الذي أنتجه باسمها الراحل يوسف شهين في العام ,1958 وهو ذات التاريخ الذي حكمت فيه الإدارة الاستعمارية عليها بحكم الإعدام بالمقصلة ونجت منه بعد خضوعها لأقصى درجات التعذيب. وبداية من العام 2008 تاريخ بداية ظهورها في الساحة بعد غيابها منذ السنوات الأولى للاستقلال، التقيت بهذه السيدة في ثلاث مناسبات، كانت في كل مرة تضع نظارات سوداء اللون وتضع أيضا كوفية فلسطينية اعتقد أنها كانت هدية من الراحل أبو عمار الذي يعرفها كما يعرفها أغلب ثوار وقادة العالم الذين التقتهم، كالراحل ارنيستو تشي غيفارا والجنرال فونغوين جياب وهوشي منه في فيتنام ومن سايغون وبكين، حيث التقت بالزعيم ماوتسي تونغ وشوان لاي إلى كاركاس وهافانا غربا حيث التقت بفيدال كاسترو. وكان إلحاحي الشديد على هذه السيدة هو الإسهام في عملية كتابة التاريخ الخاص بالثورة الجزائرية لاسيما وأنها عايشت أهم مراحل الثورة، وكانت تضع القنابل في أرقى مقاهي العاصمة -ميلك بار بشارع ديسلي وشارع ميشلي - إبان الفترة الاستعمارية. وإيمانا بأن لاشيء يبرز الأهمية التاريخية للثورة التي نخلد انتصارها في هذه الأيام يجدر بنا التنويه بهذه المقابلة التي وفق في إجرائها الزميل حازم عبده مراسل جريدة الوطن السعودية من القاهرة والتي أرسلها لنا في جريدة ''الحوار'' خصيصا بمناسبة عيد انتصار الثورة الجزائرية، بعد لقائه بالمجاهدة الكبيرة التي شاركت في مناسبة افتتاح احتفالية القدس كعاصمة للثقافة العربية في العام المنصرم.