بكثير من المواربة وقليل من التصريح، وفي خضمّ الحوار الذي جمع ''الفجر الثقافي'' مؤخرا، بالمجاهدة الوزيرة، زهور ونيسي، قالت صاحبة ''جسر للبوح وآخر للحنين''، إن ثورة التحرير، لم تقم بها الملائكة، في إشارة إلى ما يمكن وصفه ببعض التجاوزات التي حصلت قبل، أثناء وبعد رصاصة الأوراس الأولى•• بعدها بأيام قليلة، وفي حوار آخر ل''الفجر الثقافي''، مع المجاهد ياسف سعدي، لمسنا تلك الحرقة التي نغّصت - لسنوات طويلة - على سعدي بسمته، وهو يتحدّث عن اتّهامه بالوشاية ببعض أصدقاء الكفاح، وبالتحديد ب''علي لابوانت'' ومجموعته التي أعدمها ديناميت العسكر في مخبأ ''قصباوي''•• سعدي، تحدث لنا وقتها أيضا، عن العلاقة الحميمية التي جمعته بأبطال القصبة، وبطولات جميلات الجزائر• ومنهن المجاهدة الرمز، جميلة بوحيرد•• بعدها بأسابيع قليلة، شكّكت المجاهدة وردية فلة آيت حاج محفوظ، في حوار مع إحدى الجرائد الأسبوعية، في تاريخ جميلة بوحيرد النضالي، مطلقة أغلظ الأيمان، بأن بوحيرد لم تتعرّض لأي نوع من أنواع التعذيب الفرنسي•• ! بعدها بأسبوع واحد، ردّت المجاهدة وعضو مجلس الأمة زهرة ظريف بيطاط، بإحدى الجرائد اليومية، على ما وصفته ''حماقات فلّة''، ساردة في سياق رسالتها مآثر وبطولات المجاهدة، جميلة بوحيرد•• اليوم، وعشية الاحتفال بالذكرى السابعة والأربعين للاستقلال، تطلق فضيلة بن بوعلي، الشقيقة الصغرى للشهيدة حسيبة بن بوعلي، في حوار مع ''الفجر الثقافي''، نيرانها على ياسف سعدي، متهمة إيّاه مجددا بالوشاية بأختها وعلي لابوانت، زاعمة أن بوحيرد، صامتة لأنها تملك وراء لسانها، ما بوسعه إسقاط أقنعة ''الرجّالة''•• سؤال بريء: ما تقوم به اليوم، الصحافة الوطنية، تنقيب في الذاكرة؟ ركض وراء السبق الصحفي؟ أم ''تخلاط بُرمة التاريخ''، التي يعلم الله وحده، ما في قعرها••؟؟