يلجأ بعض الأولياء ممن لا يقدرون نعمة الأطفال والإنجاب في الكثير من الأحيان إلى ضرب أطفالهم بعنف شديد لأتفه الأسباب دون رحمة أو مراعاة صغر سنهم ولا حتى النعمة التي رزقهم الله بها وحرم كثيرين منها، الذين يدفعون المال والجهد من أجل الإنجاب وإقرار أعينهم برؤية من حولهم يبكون ويلعبون ويمرحون. يتعرض الكثير من الأطفال خاصة الصغار منهم إلى عنف وضرب مبرح يوصلهم في العديد المرات إلى المستشفيات والعيادات، ذلك أنهم لم يتوقفوا عن البكاء مثلا طيلة الليل وحرموا والدهم من التمتع بنوم هنيء، فمثل هؤلاء الآباء لا يقدرون النعمة التي رزقهم الله بها فأضحت بالنسبة لهم نقمة تؤرقهم ويشتكون طيلة الوقت من تصرفاتهم ومصاريفهم التي لا تنتهي. أب يعاقب ابنه بكسر ذراعه بسبب بكائه المتواصل الأمثلة كثيرة في مجتمعنا الواسع عن أزواج لم يعرفوا من الارتباط والزواج سوى المشكلات والسلبيات، والذين لا يقدرون النعمة التي رزقهم الله بها وحرم الكثيرين منها. هي قصة الطفل أمين ذي الست سنوات الذي تعرض لعنف من قبل والده أسفر عن كسر في ذراعه فلم يشفع له صغر سنه آنذاك في إيقاف غطرسة والده، حيث في يوم عندما كان يتابع والده مباراة كرة قدم ومشدودا إليها أشد الانتباه انطلق أمين (ثلاث سنوات آنذاك) في البكاء ولم يتوقف رغم محاولات أمه تهدئته والسير به في رواق البيت من حين لآخر وإدخاله غرفته، لكنه لم يتوقف وواصل البكاء هنا جاءت ردة فعل والده القاسية، فأخذ يضربه ويلطمه بشتى الأساليب آخرها كان رفس ذراعه وهو لم يتجاوز الثلاث سنوات، فسقط مغشيا عليه وحالة الإغماء بادية عليه فلم تستطع أمه تحمل ما رأته فأخذت تصرخ وتندب أمام طفلها الذي أفاق وهو يبكي ويمسك ذراعه فقامت بلفها له بقطعة قماش إلى حين طلوع الشمس، حيث لاحظت تورما وازرقاقا وانتفاخا في ذراعه فأخذته إلى المستشفى لفحصها ومعرفة حالته، حيث فاجأها الطبيب بسؤالها عمن تسبب في كسر ذراع طفل في هذا السن فراحت تؤلف القصص وتختلق الأعذار لكي لا تتهم زوجها المستهتر الذي فضل مشاهدة مباراة كرة قدم على الاهتمام بطفله فحاولت تفادي إقحام الشرطة في الموضوع وإيصال المشكل حتى الطلاق والتشتت العائلي الذي عانته هي في صغرها. العنف ضد الأطفال نتائجه وخيمة نفسانيا وجسمانيا في هذا الخصوص تقول الأخصائية النفسانية السيدة طالبي ليندة: ''إن استعمال الأولياء أبوتهم بهذا الشكل ضد أطفالهم منذ نعومة أظافرهم هذا يعرضهم لإهدار نفسيتهم وهي جريمة بشعة يعاقب عليها القانون كون الأطفال عرضة للخطر من أقرب الناس إليهم، فهو انتهاك صريح ضد الطفولة البريئة تصل إلى حد العاهات المستديمة أو المؤقتة. وتجد الأم نفسها وأحيانا تكون مغلوبة على أمرها بين نارين عنف زوجها وابنها الذي يعاني من معاملة والده السيئة، فتضطر إلى التستر في هذه القضايا خوفا من النتائج السلبية التي قد تزعزع عشها الزوجي وتوصلها إلى حد الطلاق والانفصال، وبالتالي تقع في مشكلة أكبر هي في غنى عنها. ولهذا يجب على الأولياء أخذ بعين الاعتبار أن هؤلاء الأطفال أمانة في رقبتهم واجب عليهم حمايتهم وعدم التعرض لهم بالضرب والعنف والقساوة التي تؤدي إلى نتائج نفسية وجسمانية وخيمة تبقى على مدار الزمن ويعقبها الندم.