من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما إجراء تخفيضات هائلة في الترسانة النووية الأمريكية عندما يكشف عن إستراتيجيته التي طال انتظارها بشأن الأسلحة النووية. ويطلب الكونغرس من كل إدارة أمريكية تقديم تقرير ''مراجعة للوضع النووي'' مرة واحدة خلال ولايتها، وسوف يصدر التقرير هذه المرة قبل يوم من توجه أوباما إلى العاصمة التشيكية براغ لتوقيع معاهدة جديدة للحد من الأسلحة النووية مع روسيا. ومن المتوقع أن يحظى تقرير أوباما بمتابعة دقيقة بعدما طرح رؤيته في براغ العام الماضي بشأن عالم خال من السلاح النووي وهو الهدف الذي ساعده على الفوز بجائزة نوبل للسلام. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي أنه من المتوقع أن يعلن أوباما عن تفكيك آلاف الأسلحة بشكل دائم من الترسانة النووية لبلاده. وتدعو المعاهدة الجديدة التي ستوقع مع روسيا بالفعل الجانبين إلى تقليص الرؤوس الحربية النووية لديهما إلى 1550 أو ما يقل بمقدار الثلث عن المستويات الحالية. وأضافت الصحيفة أن البيت الأبيض يفكر مليا فيما إذا كان سيبدأ في سحب الرؤوس الحربية النووية الموجودة في دول أوروبية بينها ألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم أن حكومة أوباما تعتزم توضيح الغرض من الأسلحة النووية الأمريكية المتبقية والمتمثل أساسا في عملية الردع . وتتضمن السياسة الجديدة إعلان الولاياتالمتحدة التخلي عن تطوير أي أسلحة نووية جديدة. من جهة أخرى اعتبرت موسكو أن معاهدة ستارت الجديدة حول نزع الأسلحة النووية التي ستوقع مع الولاياتالمتحدة سترتقي بالعلاقات بين البلدين إلى ''مستوى جديد من الثقة'' معلنة في الوقت نفسه احتفاظها بحق الانسحاب من هذه المعاهدة في حال شكل مشروع الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ تهديدا لموسكو. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي إن معاهدة ستارت الجديدة تؤشر إلى ''مستوى جديد من الثقة'' في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا. ورحب لافروف بهذه المعاهدة التي ستحل محل معاهدة ستارت الموقعة في 1991 والتي انتهى العمل بها في أواخر ,2009 وبما تمثله من مساواة بين البلدين، العدوان السابقان في الحرب الباردة. وكشف لافروف عن إلغاء البنود التي تنطوي على ''تمييز'' بحق روسيا والتي كانت واردة في المعاهدة السابقة. وفي الوقت نفسه حذر لافروف من أن روسيا تحتفظ بحق الانسحاب من المعاهدة التي ستوقع الخميس في براغ في حال أدى مشروع الدرع الأميركي المضاد للصواريخ إلى تغيير كبير في التوازن الاستراتيجي الحالي. وقال لافروف إن ''روسيا تحتفظ بحق الانسحاب من معاهدة ستارت إذا بدأ التطوير الكمي والنوعي لمشروع الدرع الأميركي المضاد للصواريخ بالتأثير إلى حد كبير على فاعلية القوى الإستراتيجية النووية الروسية''. لكنه لفت الى أنه في الوضع الحالي للأمور، لا يبدو ان المشروع ''يهدد الاستقرار الاستراتيجي ولا يخلق مخاطر للقوى الإستراتيجية النووية الروسية''. وتوصلت موسكو الى اتفاق مع واشنطن على أن تنص الاتفاقية الجديدة على وجود ''رابط'' بين الأسلحة الإستراتيجية الهجومية والأنظمة المضادة للصواريخ، إلا أن ستارت لا تضع شروطا عملية على واشنطن في هذا المجال.