ينتظر المخرج الجزائري مراد شورار الضوء الأخضر من وزارة الثقافة للانطلاق في تصوير فيلم مطول يتناول أحداث 08 ماي ,1945 بعد أن أودع أوراقه منذ أشهر لدى لجنة قراءة الأفلام على مستوى الوزارة. وقال شورار في تصريح خاص ل''الحوار'' بأن لجنة القراءة السابقة المنصبة على مستوى وزارة الثقافة برئاسة المخرج لامين مرباح، كانت قد رفضت سينايو مشروعه السابق ''يوما ما''، حيث طلبت منه إعادة صياغة السيناريو الأول ومراجعة الحوار وتوظيف الرمزية بدل العبارات المباشرة، وهو ما أدى بالمخرج إلى العدول عن إنجاز فيلم ''يوما ما'' في الفترة الحالية وإرجائه إلى وقت آخر إلى حين إدخال مجموعة من التعديلات على مشروعه هذا والتي ستمس بالدرجة الأولى الجانب المتعلق بقضية الإرهاب والعشرية السوداء، على حد قوله. وسيركز المخرج حاليا، حسب تصريحه، على إخراج فيلمه السينمائي الثاني ''أحداث 08 ماي''، وهو من تأليف السينارسيت والإعلامية ''حفيظة مريمش'' التي سبق وأن تلقت موافقة إدارة التلفزيون لتجسيد السيناريو في شكل عمل تلفزيوني، غير أنها فضلت أن يتجسد العمل سينمائيا حتى يضمن له حجز تذكرة المشاركة في المهرجانات الدولية. وأضاف محدثنا أن قصة الفيلم ستسلط الضوء على حجم الخيانة التي تعرض لها الشعب الجزائري من قبل فرنسا الاستعمارية، وأوضح أنها قصة مستمدة من الواقع الذي عاشه التشعب الجزائري خلال الحرب العالمية الثانية. تدور أحداث الفيلم حول حكاية ثلاثة شبان جزائريين قامت القوات الفرنسية بتجنيدهم إجباريا في الحرب العالمية الثانية، لكنهم وقعوا في يد القوات الألمانية في جبال الألزاس بعد أن تخلى عنهم الجيش الفرنسي في جبهات القتال، ومن ثمة يتم ترحيلهم إلى ألمانيا ليزج بهم في سجون التعذيب.. وتمكن الثلاثة من الفرار من الألمان والرجوع إلى فرنسا وبعدها الدخول إلى أرض الوطن، وهنا تبدأ مغامرة شيقة يعيشها الثلاثة في الأراضي الألمانية. لكن الموت يفرق بينهم إذ يلقى أحدهم حتفه بسبب برودة الطقس في إحدى الليالي التي قضاها في العراء، بينما يعيش الثاني قصة حب تجمعه بفتاة ألمانية من أصل يهودي، غير أنها تلقى نفس مصير اليهود في حادثة المحرقة الشهيرة التي سيصور المخرج بعضا من أحداثها بطريقة يظهر فيها البعد الإنساني للرجل الجزائري الذي اختار الموت للدفاع عن الفتاة والأطفال الذين رمت بهم القوات النازية في المحرقة. أما الشاب الثالث الذي ترك زوجته حاملا في الجزائر فيتمكن من العودة إلى أهله ليلتقي ابنه الذي بلغ الأربع سنوات، لكنه سيشارك في مظاهرات 08 ماي 1945 ويلقى مصرعه على يد قوات الاحتلال الفرنسي. وكشف المتحدث أن ميزانية الفيلم الأولية قدرت بمليون أورو ستساهم فيها كل من وزارة الثقافة والتلفزيون الجزائري، إضافة إلى الدعم اللوجستيكي من وزارة الدفاع، كما ستتكفل إحدى شركات الإنتاج الألمانية بعمليات ما بعد التصوير من تحميض ومكساج. وأضاف شورار أنه لن يعتمد على التمويل الأجنبي حتى يضمن استقلالية الطرح في عمله الجديد الذي لم يحدد بعد أماكن تصويره والتي ستكون في واحدة من الدول الثلاث التالية، رومانيا، بولونيا، أو التشيك،إضافة إلى التصوير في الجزائر، حيث سيتم تهيئة المكان الملائم لتصوير أحداث تمتد من ال 1939 إلى غاية 08 ماي .1945 أما عن توزيع الأدوار فقد رشح المخرج كلا من الفنان المغترب محمد فلاق الذي سيشارك في التمثيل والإنتاج وكذلك حسان كشاش، مصطفى لعريبي، ومن إيطاليا كلا من الفنانتين جان ماري كازي ماتيس وباولا فاني.