أكد الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة البوليزاريو أن فشل الأممالمتحدة في مهمتها المتمثلة في تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية هو بصدد دفع الشعب الصحراوي إلى أقصى حدود صبره، مضيفا أن الوقت قد حان ''لفتح السبل'' أمام إيجاد حل للنزاع. وحذر في هذا الخصوص في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية نشر يوم الخميس أنه ''كلما مر الوقت وفي غياب المؤشرات التي تؤكد لنا أن الأممالمتحدة على استعداد لتحمل التزاماتها بأكثر جدية وصرامة في التواجد هنا (بالصحراء الغربية) فإننا نقترب شيئا فشيئا من حدود صبر الصحراويين ومن الخيارات الأخرى تلك المتمثلة في المواجهات العسكرية''. وتابع المسؤول الصحراوي قوله إن عدم إدراج آلية مراقبة حقوق الإنسان ضمن صلاحيات بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) في اللائحة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي كان بمثابة ''استفزاز'' تعود ''مسؤوليته الخطيرة على فرنسا بشكل خاص''. كما أشار عبد العزيز إلى أن ''هناك غضبا كبيرا لدى السكان الصحراويين، فشعب الصحراء الغربية شعب مسالم إلا أن لصبره حدود وأنه لا يمكنني التنبؤ متى سينفد صبره''. واعترف في ذات الصدد بأن المفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمغرب تحت إشراف الأممالمتحدة توجد في ''مأزق''، مضيفا أن ''عقدة المسألة توجد في باريس''. واتهم فرنسا في هذا الخصوص بوقوفها وراء النزاع الصحراوي منذ البداية ''من خلال ''تشجيع'' موريتانيا والمغرب على غزو الصحراء الغربية بعد انسحاب إسبانيا سنة ,1976 معتبرا أن باريس ''لم تكن في يوم من الأيام معزولة مثلما هي عليه اليوم في الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي''. وتابع عبد العزيز يقول ''إنه بامتلاكها حق الفيتو كعضو دائم في مجلس الأمن تكون فرنسا اليوم مسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يقترفها المغرب في الصحراء الغربيةالمحتلة وتقود المواجهة ضد الشرعية الدولية''. كما أعرب عن عزم الشعب الصحراوي افتكاك حقه الثابت في تقرير المصير، مؤكدا على أن ''هزيمة الصحراويين مستحيلة'' وأن ''لا أحد بإمكانه أن يحلم بأي شكل من الأشكال بأن المجتمع الدولي سيكون مستعدا لمنح الشرعية لواقع استعماري''. وأشار الرئيس الصحراوي إلى ''أن كفاح الشعب الصحراوي لم يتوقف حتى وإن كان يحترم وقف إطلاق النار الموقع مع المغرب سنة ,''1991 مذكرا بأن المأزق الذي يوجد عليه مسار تقرير المصير يمثل ''ضريبة ثقيلة للمغرب مع انتشار أكثر من 175000 جندي للدفاع عن الجدار والتكاليف الهائلة التي تتطلبها دبلوماسية تقوم على اللوبيات''. ولدى تطرقه إلى الانتفاضة السلمية في الأراضي الصحراوية المحتلة أشار الرئيس الصحراوي إلى أنها ''أزالت الستار'' خاصة على موقف فرنسا التي ''تواجهنا بشكل مباشر'' في هذا النزاع الذي حان الوقت لإيجاد حل ''عادل ودائم'' له. وأعرب رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عن ارتياحه إزاء التصريحات الأخيرة لنائبة رئيس الوزراء الإسباني ماريا تيريزا فرنانداز دي لا فيغا بنيويورك حول ضرورة احترام حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، متمنيا أن يكون ذلك بداية تصحيح الموقف الإسباني من القضية الصحراوية.