شهدت أمس حركة سير القطارات بين الضواحي للعاصمة عبر خطوط ''الجزائر العفرون'' و''الجزائر الثنية'' وكذا الخطوط الكبرى في اتجاه وهرانعنابة وسطيف وبجاية والمسيلة، اضطرابا كبيرا بسبب الإضراب الذي شنه منذ صبيحة الأحد نحو 9 آلاف عامل بالسكك الحديدية، احتجاجا على تجاهل الإدارة العامة للشركة وتماطلها في تنفيذ وعودها وضرورة تمكينهم من الاستفادة من قرار رئيس الجمهورية القاضي برفع أجور العمال، مؤكدين مواصلة حركتهم الاحتجاجية التي تسببت في شل مختلف الخطوط بنسبة 100 بالمائة إلى غاية تلبية الحكومة لمطلبهم. وتسبب الإضراب الذي شنه عمال السكك الحديدية، في اختلال حركة سير وتنقل قطارات الضواحي للعاصمة بين خطي ''الجزائر العفرون'' و''الجزائر الثنية''، سواء تعلق الأمر بقطارات ''الديازال'' أو ''القطارات الكهربائية ''أوتو ماتريس'' وكذا ''الأوتو راي'' نحو الخطوط الكبرى باتجاه الشرق أو الغرب. وفي هذا الإطار، أكدت، أمس، مصادر مسؤولة بأن مقر الشركة عاش حالة من الغليان والتوتر بعد انضمام جميع العمال من مختلف الفئات لهذا الإضراب، ودخلوا فيه من دون أي تردد لأن الجهد الذي يقدمونه تجاه الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لا يليق بالراتب الذي يتلقونه، لاسيما وأن اعتماد الأجر القاعدي المحدد ب15ألف دينار لعامل قضى 20 سنة في نفس المنصب غير منطقي وواقعي، في حين استفادت باقي القطاعات بزيادات تصل إلى 25 في المائة من الأجر القاعدي الأدنى. وأشار المتحدث إلى أن الأمر الذي أثار حفيظة العمال هو موقف المدير العام للشركة الذي أكد بداية شهر ماي بأنهم لن يستفيدوا من الزيادات، نافيا في ذات الوقت تصريحات مدير الموارد البشرية بالمديرية العامة للسكك الحديدية دخلي نور الدين الذي أكد أن العمال استفادوا من الزيادات. من جهة أخرى، جرت اتصالات حثيثة بين المركزية النقابية والسلطات العمومية فضلا عن مراسلة المديرية العامة للشركة لوزارة النقل الوصية عن القطاع وهذا بهدف احتواء الأوضاع قبل تعفنها. إضراب مفاجئ لعمال السكك الحديدية دون إشعار تزامنا مع بداية الأسبوع ودخل عمال السكك الحديدية في الحركة الاحتجاجية دون إشعار مسبق لمستعملي القطارات مثلما تقتضيه الضرورية لاسيما وأنه تزامن مع بداية الأسبوع، وهذا بعدما لمسوا عدم الجدية من قبل الإدارة في إيجاد حلول لمشاكلهم وتسويتها في أقرب الآجال، لاسيما المتعلقة مباشرة بتحسين الأجور بالزيادة فيها، بالرغم من المراسلات الموجهة للإدارة والنداءات المتكررة، ليصل بعدها الأمر إلى التهديد بالتوقف عن العمل والشروع في الإضراب قصد إرغام مسؤولي الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، على تلبية مطالب العمال المحتجين الذين سئموا وعود الإدارة والتي لم تجسد بحلول في الميدان. وعرف الإضراب انطلاق بعض الرحلات بمعدل أدنى في اتجاهي الثنية والعفرون فقط خلال الفترة المسائية، الأمر الذي دفع مستعملي القطارات إلى الدخول في مناوشات مع الأعوان على مستوى الشبابيك، والتي تنتهي بمغادرتهم للمحطات والاتجاه نحو حافلات أو سيارات الأجرة. وكان عمال قطاع السكك الحديدية، في وقت سابق، طالبوا الإدارة العامة للشركة بتطبيق شبكة الأجور الجديدة وإعادة دراسة نظام المنح، وهددوا في حال عدم الالتزام بتنفيذ المطالب بالإضراب مجددا.