أبرمت، نهاية الأسبوع، وزيرة الثقافة خليدة تومي بروتوكول تعاون مع وزير النقل عمار تو بفيلا عبد اللطيف بالعاصمة، على هامش توزيع الجوائز الخاصة بشهادة ما بعد التدرج المتخصص على الطلبة الذين زاولوا دراستهم بقلعة الداي حسين بأعالي قصبة الجزائر خلال الفترة الممتدة بين 2005 وإلى غاية السداسي الأول من عام ,2007 التابعين لجامعة سعد دحلب بالبليدة، حيث تلقوا دروسا في تقنية الترميم القديمة، وذلك بحضور السفير الإيطالي ووزير التعليم العالي والبحث العلمي محمد حراوبية، إلى جانب كبار المسؤولين في الدولة، وعائلات المكرمين. تضمن موضوع الاتفاق الذي تم بين الوزارتين التزام وزارة النقل على لسان القائم الأول على إدارتها عمار تو بالحفاظ على الحفريات التي تم اكتشافها وسط ساحة الشهداء بالعاصمة، أثناء أشغال مترو الجزائر، وكذا العمل سويا من أجل إنشاء متحف باطني بمحاذاة مخرج المترو، والحفاظ على تلك الطباقات الأيكولوجية التي تم العثور عليها والتي تعود إلى حقب تاريخية طويلة وهي تنم عن عراقة مدينة الجزائر. ودعت تومي، في الكلمة التي ألقتها بالمناسبة، الجامعة الجزائرية التي تعمل حسبها على تكوين الإطارات لخدمة احتياجات القطاع الثقافي على غرار القطاعات الأخرى، معتبرة الاحتفاء بهؤلاء الطلبة بمثابة ثمرة الجهود التي تبذلها هيئتها ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي. كما هنأت الوزيرة بالمناسبة أسرة الطلبة الجزائرية في عيدهم الوطني الذي يصادف ال 19 ماي من كل سنة، مضيفة أن هيئتها تتعهد بالاستثمار في القطاع الثقافي وأن تحافظ على الموروث الثقافي المادي وغير المادي من الزوال والاندثار، كما ثمنت أيضا جهود السفارة الإيطالية التي لم تبخل في تقديم للمساعدات لهؤلاء الطلبة. من جهته أكد وزير النقل عمار تو أن وزارته تعتزم الرفع من شأن تلك التحف الأثرية القابعة بباطن الجزائر العتيقة، عن طريق إنشاء متحف باطني أفضل من متحف أتان بإيطاليا، وأضاف تو ''يجب التصدي لكل من يحاول طمس وتخريب الهوية الجزائرية الحضارية''، كما ثمن جهود وزارة الثقافة التي تسهر على صيانة وحماية التراث الجزائري. على صعيد مماثل وجه عمار تو شكره الخالص لوزارة الثقافة لحرصها الشديد على إعادة هيكلة عدة مواقع أثرية وكذا لاستثمارها في العنصر البشري لإنقاذ هذا التراث من الاندثار. للإشارة فقد مس توزيع الجوائز سبعة طلبة وهم، يونس سامية، أروى أسماء، مقراني آمال، توام نصر الدين، بن جاني مصطفى، ستيتي كمال، بن جدي حياة، سرين فلة وغواص عبد الحميد، كما تم بالمناسبة عرض شريط مصور حول الطبقات التاريخية التي تم اكتشافها بساحة الشهداء.