انتقل إلى رحمة الله أول أمس ضابط الإيقاع محمد مانيش، المعروف في الوسط الفني باسم مانيش عن عمر لا يتجاوز 43 سنة، بعد مرض عضال ألزمه الفراش بمصلحة جراحة الأنف و الحنجرة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالجزائر العاصمة. يرحل مانيش عشية الإحتفال بالعيد الوطني للفنان الذي يصادف ال 8 جوان من كل سنة، ليجده هذا العام راقدا بإحدى زوايا مقبرة سيدي رزين ببلدية براقي بالعاصمة تحت كومة تراب تاركا ورائه أرملة و طفلا ذو 16 ربيعا، و ترك فراغا لا يملأه سوى الإيمان بقضاء الله و قدره ،حيث كان الفقيد يعاني من داء السرطان الذي افتك بعينه اليمنى لمدة سنتين ،استدعي بترها . الحوار سبق لها وان زارت مانيش و هو على فراش المرض الذي ردد لنا عبارة -كانت الاخيرة '' - الحمد لله، كل ما يأتي من الله تعالى نحمده ونشكره عليه، ونتوب إليه'' صراحة لقد أعطيت أكثر من 30 سنة من حياتي وأنا أصول وأجول أروقة الفضاءات وقاعات الحفلات، حيث عملت الى جانب ألمع نجوم الفن الجزائري والعربي ، لكني لم أجن من مسيرتي الفنية سوى التعب ووجع القلب وصداع الرأس انعكس ذلك كله على حالتي الصحية.. عالم الفن يشبه الرهان قد يجلب الربح لصاحبه أو الخسارة، وأظن أنني لم أستفد منه شيئا..س كان يعرف مسبقا أن مرضه مستعصيا لكن إيمانه القوي بربه جعله يقاوم سقمه إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة . كان حلمه كبيرا في الذهاب إلى فرنسا بغية التداوي في إحدى مستشقياتها لكنه مات دون أن يحقق حلمه . كم من مرة تساءل المرحوم عن ال 27 مليون سنتيم حصيلة التبرعات الموجهة لنقل الفنان المرحوم زينو على جناح السرعة إلى فرنسا، أين ذهبت تلك الأموال، وما هو مصيرها، وما هي القناة السرية التي مرت منها وأين انصبت؟ أسئلة لم يجد لها مانيش أجوبة .. ربما السؤال الذي ظل عالقا في اذهاننا ونحن نستجوب مانيش على فراش المرض هو ماذا لو عاد بك الزمن إلى الوراء هل كنت ستختار عالم الفن؟ فرد قائلا ''أبدا ، لأنني ذقت من كأس مرارته حتى الثمالة، وسأعمل كل ما بوسعي لقمع موهبتي وسأدفن طموحي ولا أدخل هذا العالم على الإطلاق.. هكذا عاش مانيش الشمعة التي أضاءت الأركان لتنطفئ في هدوء والى الابد .. ولج الراحل عالم الفن وسنه لا يتجاوز 12 سنة وذلك سنة 1979 ، تعلم أولى فن الإيقاع في معهد '' بسمة فن وأدب'' برويسو بالعاصمة التي كان يديرها الموسيقار بوتريش، بعدها خرج إلى ميدان العمل وكانت الحركة الفنية أنذاك كما قال تعرف نشاطا كبيرا ومميزا وكان الفنان يحسب له ألف حساب شانه شان أي إطار في الدولة .