برمجت الحكومة المغربية زيارة لوفد عن الاتحاد الدولي للصحافة الفرانكفونية إلى الأراضي الصحراوية المحتلة حاولت من خلالها جلب استعطاف الصحافة العالمية إليها، والترويج مجددا لأسطوانة ''مغربية الصحراء'' انطلاقا من الترويج للتنمية المزعومة بالأراضي الصحراوية المحتلة كوسيلة لكسر التعاطف الكبير الذي تحظى به هذه القضية لدى أسرة الإعلام الدولية. أكدت جريدة الصباح المغربية في عددها لنهار أمس، أن الجيش المغربي نظم زيارة لوفد عن الإتحاد الدولي صحافة الفرانكفونية المشارك في الدورة 42 لملتقى الصحافة الفرانكفونية بالرباط، إلى الأراضي الصحراوية المحتلة، تحت غطاء الانفتاح وإبراز ما يسمونه جهود تنمية في هذه الأراضي من خلال المشاريع المبرمجة. وزعمت هذه الجريدة أن الوفد الإعلامي قد تلقى شروحات وافية من بعض قادة الجيش المغربي، وأن هؤلاء قد مكنوا هؤلاء الصحفيون من الاستفسار بكل حرية عن وضعية التنمية وحالة السكان في الأراضي الصحراوية. ويبدو أن المؤسسة العسكرية المغربية أرادت من خلال هذه الزيارة تغيير نظرة هؤلاء الصحفيين وتعاطفهم مع معاناة الشعب الصحراوي عن طريق إيهامهم بوجود تنمية حقيقية، واستقرار في هذه الأراضي التي يحتلها المغرب منذ منتصف السبعينات، ومنها تلميع صورتها وصورة الدولة التي تحتل وتقمع شعبا يناضل من أجل الحرية، وتحويلها إلى العكس عن طريق استغلال هذه التظاهرة الإعلامية الدولية التي حظيت برعاية الملك مجمد السادس شخصيا، وجر بعض الوفود إلى الوقوع في الفخ وتوظيفهم بطريقة غير مباشرة ودفعهم إلى الكتابة والترويج لأطروحة مغربية الصحراء. وحسب ذات الصحيفة التي توصف بالمقربة من المؤسسة العسكرية المغربية فإن نادي الضباط التابع للقوات الملكية المغربية بمنطقة الداخلة قد نظم لقاء مع أعضاء الوفد، وقدم روبورتاجات بالصوت والصورة عن الجنة المزعومة التي يسعى المخزن إلى الترويج لها لإيهام الرأي العام الدولي بأنه لا وجود لشيء اسمه معاناة الشعب الصحراوي، وزعم كاتب المقال أن الوفد الأوروبي قد أعجب بمستوى ونوعية المشاريع التي أنجزت بهذه المناطق عن طريق الأفاق الاقتصادية والسياحية الكبيرة التي تحتويها هذه المناطق. وفي نفس السياق قال ذات الصحيفة إن الوفد تلقى شروحات بكل المناطق التي زارها تركزت حول ما قيل إنه''الوثبة'' التي عرفتها هذه المناطق منذ ما يسميه المغرب برجوعها إلى الوطن الأم، وهو دليل على أن الهدف الوحيد ة الحقيقي من برمجة واستدراج هذا الوفد في هذه الزيارة هو الترويج لأطروحات المخزن في مغربية الصحراء والتعتيم على نضال وكفاح الشعب الصحراوي والعمل على طمس قضية اسمها قضية تصفية استعمار.عن طريق تأليب الصحافة الأجنبية التي كثيرا ما أحرجت المخزن وفضحت أساليبه القمعية التي يطبقها على الشعب الصحراوي.