يشهد سوق باش جراح هذه الأيام ومنذ انطلاق ''مونديال'' كأس العالم الذي تشارك فيه الجزائر رسميا بجنوب إفريقيا، ظاهرة أو موضة جديدة، تتمثل في انتشار طاولات لبيع أبواق ''الفوفوزيلا'' المشهورة في جنوب إفريقيا والتي يعمد إليها المناصرون لتشجيع فريقهم المفضل. وقد اجتاحت طاولات بيع ''الفوفوزيلا'' طرقات وشوارع البلدية طولا وعرضا، في منظر غريب لم تشهده العاصمة من قبل، كون أن تلك الأبواق تقليد وموروث خاص بسكان جنوب إفريقيا، ولم يسبق للجزائريين أن استعملوه. وصارت طاولات عرض أبواق ''الفوفوزيلا'' للبيع تنافس طاولات بيع الرايات الوطنية وأقمصة لاعبي المنتخب الوطني وحتى أقراص الموسيقى ''المقرصنة'' الخاصة بتشجيع الفريق الجزائري. ولعل أكثر ما شد انتباهنا ونحن نتسوق بذلك السوق الفوضوي الضخم الكائن ببلدية باش جراح، إحدى البلديات الكبيرة من حيث الكثافة السكانية، هو تعمد الباعة استعمال تلك الأبواق لإثارة انتباه المتجولين والزبائن، في منظر غريب ومزعج، نظرا للأصوات المرتفعة والمقلقة فعلا التي كانت تنبعث من تلك الأبواق، وكان يصدح بها السوق بأكمله. في حين تساءل السكان المقيمون بجوار السوق والذين أبدوا انزعاجهم من الظاهرة الجديدة تلك، من مصدر تلك السلع ''الفوفوزيلا''، ما إذا كانت مصنعة هنا في الجزائر بأياد جزائرية أو قادمة من معامل الصينيين المقيمين بالجزائر، أم ببساطة تم استيرادها من بلدها الرسمي جنوب إفريقيا، في ظل غياب الرقابة وعدم تفطن مصالح مديرية التجارة لولاية الجزائر لهذا النوع الجديد من التجارة الموسمية.