أبواق الفوفوزيلا صنعت أبواق الفوفوزيلا الحدث بجنوب إفريقيا وكانت فعلا مصدر إزعاج للجميع وأثارت الكثير من الجدل والغريب أن شهرتها اتسعت بسرعة فاجتاحت بلادنا بأصواتها الصاخبة، حيث استوردها بعض التجار وتم توزيعها وطنيا، تفاعلا مع الحدث العالمي. وينتظر أن يكون لها شأن آخر في الجزائر. في هذا المونديال لا صوت يعلو فوق صوت الفوفوزيلا والكلام والتشجيع الكلاسيكي المعروف في الملاعب تحوّل إلى حديث الطرشان لما تحدثه هذه الآلة العجيبة من أصوات مدوية لم يحتملها أحد سواء تعلق الأمر باللاعبين أو الفنيين أو الحكام أو الجماهير وامتد الإزعاج إلى الجالسين أمام الشاشة، ولذلك طالبت العديد من القنوات التلفزيونية بحضر هذا البوق المدوي الذي أثر على بث المقابلات. هذا الإزعاج الذي لم يسلم منه إلا الصم البكم قابله اهتمام كبير من طرف الجزائريين بهذا البوق، ولذلك عمد بعض التجار إلى استيراده من الصين وإدخاله إلى الجزائر في الوقت المناسب وحسب أحد التجار الذين تحدثنا إليه فان الفوفوزيلا جلبت الانتباه قبل انطلاق المونديال بعدما تناولتها وسائل الإعلام ولذلك فقد انتبه إليها بعض التجار منذ مدة وحجزوها من المصانع الصينية المختصة في هذا النوع من الصناعات. وحسب ما لاحظناه فإن سعرها بحي دبي بالعلمة يقدر ب 80 دج فقط وهو ثمن بخس زاد في شعبيتها فلقيت إقبالا كبيرا وسط الشبان والأطفال وحتى الكهول. وإذا كانت الفوفوزيلا قد دخلت على متن عدد هائل من الحاويات فقد تم توزيعها في الجهات الأربع من الوطن وفي رأي البعض لو فاز الخضر في لقاء سلوفينيا لعرف هذا البوق رواجا أفضل، ولكان الحاضر الأكبر في احتفالات الشوارع التي تهيأ لها الأنصار قبل الأوان. ورغم خيبة الجماهير الجزائرية إلا أن البعض يتنبأ لهذا البوق برواج ملفت للانتباه خلال الموسم المقبل من البطولة الوطنية، ومن المنتظر أن يسجل حضوره في مختلف الملاعب وبما أن بعض التجار نقلوا الفوفوزيلا إلى العاصمة فإنهم يستهدفون الشناوة والمشوار المرتقب لمولودية العاصمة في البطولة الافريقية، والجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى الإزعاج الذي تحدثه هذه الآلة فإنها كذلك مضرة بالصحة، وأكد الأطباء أنها تساعد على نقل العدوى بين الأشخاص وتعتبر وسيلة فعالة لنقل الانفلونزا لأن الفيروسات تخرج وتتناثر مع عملية النفخ وتأثيراتها أقوى من مخلفات السعال. وقد لاحظ الأطباء أن هناك ذرات صغيرة تخرج من الفوفوزيلا وتظل تسبح في الهواء، وبالتالي تساعد على نقل الفيروسات. وعموما فإن للفوفوزيلا مضار عديدة، لكنها جلبت السعادة لبعض المناصرين وللتجار الذين سوّقوها وللمهاجم الهولندي روبن فان بيرسي الذي أنقذته الفوفوزيلا من الطرد خلال لقاء هولاندا والدانمارك في هذا المونديال، وكان ذلك في الدقيقة 61 حينما أعلن الحكم المساعد عن وضعية تسلل لهذا اللاعب، لكنه واصل اللعب وقذف الكرة باتجاه المرمى فتوجه إليه الحكم لإنذاره، لكن بيرسي تحجج بأنه لم يسمع الصافرة بسبب أصوات الفوفوزيلا، وهو المبرر الذي أقنع الحكم وجعله يعدل عن إخراج البطاقة الثانية لبيرسي. وفي كل الأحوال يبقى تفاعل الجزائريين عميقا مع كل ما هو مونديالي وقد يرجع ذلك لكونهم الممثل الوحيد للعرب.