حالة قلق تعيشها دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد إعلان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف ، عن استعداد بلاده لبيع أنواع جديدة من الأسلحة لسوريا، وذلك خلال الزيارة التى يقوم بها الرئيس بشار الأسد لموسكو والتي بدأها أمس الأربعاء، بدعوة من نظيره الروسي، ديمتري مدفيديف. وجاءت مخاوف المسؤولين الإسرائيليين في أعقاب تصريحات الأسد والتي أكد فيها استعداد بلاده لمناقشة مسألة نشر شبكة صواريخ ''اسكندر'' الروسية الدفاعية على أراضيها. وقال الرئيس السوري لصحيفة ''كوميرسانت'' الروسية أنه سيستخدم زيارته لروسيا في توسيع العلاقات العسكرية مع موسكو، موضحاً أن صراع روسيا مع جورجيا والذي تقول فيه موسكو إن جورجيا استخدمت معدات زودتها بها إسرائيل أكد على الحاجة لأن تعزز روسيا وسوريا تعاونهما العسكري، وأوضح الاسد الذي وصل الى مدينة سوتشي السياحية على البحر الاسود، وقبل لقائه نظيره الروسي ديميتري مدفيديف:'' موقفنا أننا على استعداد للتعاون مع روسيا في أي مشروع قد يعزز أمنها ،أعتقد أن على روسيا حقاً أن تفكر في الرد المناسب عندما تجد نفسها في دائرة مغلقة''. وكشفت تقارير صحفية عبرية عن اتصال رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بميدفيديف، والذي أعرب له فيه عن موقف إسرائيل المعارض لتزويد موسطو لدمشق بصواريخ ''أرض جو'' من طراز ''أس ,''300 و''إسكندر إيه'' البالستي الذي يعتبر من أكثر الصواريخ تطوراً في العالم، ويصل مداه إلى 280 كيلومترا، كما يحمل رأسا متفجرا تصل زنته ل480 كيلوجراما. وقالت صحيفة ''معاريف'' إن الرئيس الروسي أكد أهمية مشاركة إسرائيل في مؤتمر السلام بشأن الشرق الأوسط، الذي تخطط موسكو لاستضافته في نوفمبر القادم، وبحسب الصحيفة فإن إسرائيل قبل اندلاع المعارك بين جورجيا وروسيا، كانت تميل إلى الموافقة على عقد مؤتمر السلام، إلا أن الحرب جعلت موقفها أكثر تعقيدا في أعقاب ضغوطات من الولاياتالمتحدة. وكانت العلاقات الروسية -الإسرائيلية تضررت كثيرا بعد أحداث جورجيا والدور الإسرائيلي فيها، خصوصاً بعد أن أعلن نائب رئيس الأركان الروسي الجنرال أناتولي نوغوفيتسين في تصريحات صحفية بشكل مباشر أن إسرائيل كانت تدعم وتقدم السلاح لأعداء روسيا في جورجيا، قائلاً:'' إسرائيل كانت الدولة التي قدمت المساعدة الأهم لجورجيا في حربها ضدنا''، وهذه هي المرة الأولى التي تتهم فيها شخصية روسية رفيعة المستوى إسرائيل علنا بتقديم المساعدة لأعداء موسكو، حيث أشار نوغوفيتسين إلى أن إسرائيل ''لم تكتف بإرسال السلاح لجورجيا بل قامت بتدريب جنودها، كما زودت جورجيا بطائرات بلا طيار ورشاشات من طراز تافور وعتاد والكترونيات حربية وصواريخ طائرات للتشويش على وسائل الدفاع الجوي''. وفي هذا السياق نقل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن إسرائيل قد أخطأت بتزويد جورجيا بالسلاح، لكونها منحت روسيا ذريعة لبيع الصواريخ المتطورة لسوريا, وتقول تقارير أن موسكو لن تسكت على ما فعلته إسرائيل في جورجيا مع جيشها، فيما يرى محللون سياسيون أن الدولة العبرية ستدفع ثمناً على هذا الدور العسكري الذي قامت به منذ فترة لمصلحة تسيبيل ونزاعها مع موسكو. وكانت صحيفة ''يديعوت احرونوت'' العبرية ذكرت في عدد سابق لها، أن المعارك التي اندلعت بين روسيا وجورجيا وجهت الانظار ضمن امور اخرى الى الدور المكثف لإسرائيل في المنطقة. وهذا الدور الإسرائيلي يتضمن صفقات لبيع السلاح المتطور الى جورجيا وتدريب قوات المشاة للجيش الجورجي. وقالت الصحيفة، إن مبيعات السلاح الإسرائيلي الى جورجيا بدأت قبل نحو سبع سنوات في أعقاب مبادرة من يهود جورجيين هاجروا الى إسرائيل واصبحوا هنا رجال اعمال, مشيرةً إلى أن التعاون العسكري بين الدولتين سرعان ما تطور. وضمن امور اخرى ساهمت في ذلك، حقيقة أن وزير الدفاع الجورجي، دافيد كزرشفلي، هو إسرائيلي سابق يتكلم العبرية بطلاقة.