سيقوم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بدءا من شهر أكتوبر القادم بزيارة رسمية إلى الجزائر للتوقيع على اتفاق للتعاون النووي، وذلك بعد الدعوة التي وجهها وزير المالية كريم جودي للمستثمرين الروس للمشاركة في المناقصات الخاصة بمشاريع متعلقة بالاستعمال المدني للطاقة النووية واستكشاف الفضاء، والتي ستطرح في إطار البرنامج الخماسي 2010 ,2014 والذي خصصت له الدولة غلافا ماليا قُدّر ب286 مليار دولار. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر تمتلك مفاعلين نوويين، تبلغ طاقة المفاعل الأول الكائن بالعاصمة 3 ميغاواط، بينما تقدر طاقة المفاعل الثاني الذي يحمل اسم ''السلام'' والمتواجد بعين وسارة 15 ميغاواط، مع الإشارة إلى أن هذين المفاعلين يخضعان بصفة منتظمة للمعاينة والتفتيش من قبل خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد أكد المسؤولون الجزائريون في اجتماع اللجنة المشتركة الجزائرية الروسية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني الذي عقد مؤخرا في الجزائر العاصمة على أن مجالات الاستعمال المدنية للطاقة النووية والنقل البحري والاستكشاف السلمي للفضاء.. وهي مجالات يمكن للمستثمرين الروس المشاركة فيها بقوة، حسب المسؤولين، الذين أكدوا أن الجزائر مستعدة لإقامة شراكة اقتصادية تستند على التشجيع المتبادل للاستثمارات وكذا تحويل المهارة والتكنولوجيا من جانب المؤسسات الروسية. ويُذكر أن وزير المالية كريم جودي الذي ترأس اللجنة مناصفة مع وزير الطاقة الروسي سيرغاي شماتكو، قد وضع بعض الخطوط العريضة للبرنامج الخماسي 2010 2014 الذي خصص له غلاف مالي قدر ب286 مليار دولار، لإنجاز عدد من مشاريع القوانين المتعلقة بالاستعمال المدني للطاقة النووية، واستكشاف الفضاء التي سيتم إنجازها في إطار شراكات ضمن عروض المناقصات, مؤكدا أن دور الخواص سيكون كبيرا في هذا البرنامج، خاصة الاستثمارات الأجنبية، حسب جودي. وقد بدأت الجزائر رسميا وبحضور خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مناقشة مشروع القانون الذي يسمح للجزائر بالبدء في تطوير واستخدام الطاقة النووية في مجالات وأنشطة مدنية متنوعة، حتى يتسنى بعث المشاريع المدرجة في سياق الاتفاقات المذكورة، ولاسيما تلك المتعلقة ببناء مفاعلات جديدة بصفة فعلية. وقد حرصت الجزائر دوما على تبديد شكوك الغرب بخصوص سعيها لتطوير قدراتها النووية، حيث أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في مؤتمر حول حظر انتشار السلاح النووي، أن الجزائر تريد امتلاك ناصية العلم واستعمالها للأغراض السلمية، مؤكدا في السياق تشجيعها لجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط. للإشارة فإن معدل استعمال الموارد النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية على المستوى الدولي لا يتعدى حاليا 20 بالمائة، في حين أنه يفوق مستوى ال70 بالمائة في بعض البلدان المتقدمة. ومن ناحية العلاقات بين البلدين فإن الاتحاد السوفيتي +سابقا- أول دولة في العالم تقيم علاقات دبلوماسية مع الجزائر المستقلة، وذلك في 23 مارس عام .1962 واعترفت الجزائربروسيا الاتحادية رسميا في 26 ديسمبر عام .1991 وفي 3-6 أفريل عام 2001 قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بزيارة رسمية لروسيا الاتحادية، وفي 4 أفريل تم توقيع البيان حول الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين. وقام رئيس روسيا فلاديمير بوتين بزيارة رسمية للجزائر في 10 مارس عام .2006 وقام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الفترة ما بين 18 و19 فيفري عام 2008 بزيارة رسمية لروسيا الاتحادية. وفي 23 نوفمبر عام 2005 زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجزائر في إطار جولته في المغرب العربي، وجرى رد الزيارة لوزير الخارجية مراد مدلسي إلى موسكو في 12-14 أفريل عام 2007.