أجمع كثير من خبراء الكرة في بلادنا وحتى من ذوي الاهتمام البالغ الصائب أن الجزائر تملك والحمد لله عناصر ممتازة وكل ذلك جاء نتيجة الإجراءات التي تقبلتها الفيفا. وصبت لصالح الجزائر وبعض الدول التي تفتقد إلى سياسات وميكانيزمات تتحكم فيها بطاقاتها المحلية. اكتشفنا بعد مقابلة ''الغابون'' أننا دولة بخير كرويا... لكننا ليس كذلك حينما يعلن الحكم نهاية كل مقابلة لأن ثمة شيء لازال بعيد المنال وهو أننا نلعب بلا خطط محكمة وإستراتيجيات تعمل على استقرار وتثبيت الأماكن والخنادق، وليسمح لي القراء بتوظيف وهذه المصطلحات الحربية.... لأننا فعلا نخوض حروبا. وإلا ما معنى أن تحبس الأنفاس وتتوقف القلوب وتحدث بعض حالات انتحار مثلما حدث في كأس العالم الأخيرة، تفتقد إلى عقل مسير قادر على استخراج الممكن من اللاممكن أو زرع الإقناع لدى الناظرين... عقل يضع في مسار مهمته كل صغيرة وكبيرة، وتقول الحكمة ''إحذرن الجبال من حصى'' وبهذه الكيفية التي تلعب بها تشكيلتنا لا نحن بلغنا الجبال، ولا نحن فهمنا دور الحصى، حتى إن ثقافة التجريب أضحت لنا حجة ولا نحن فهمنا دور الحصى، نعلق عليها خيبتنا وأصبح ملعب 5 جويلية وغيره عبارة عن حقل تجارب بحجة أننا في مهمة إعداد فريق متكامل، وهذا ليس بعيب بقدر ما هو كذلك إذا أستمر وظهر للعلن، الأقوياء يجربون خططهم في مستوطناتهم وتربصاتهم ثم يخرجون للحروب بكامل عدتهم ونقاهة أفكارهم وليس العكس؟! قد يقول قائل بأننا لا يمكن أن نفهم أكثر من سعدان وطاقمه الفني، فالأدباء لهم الأدب والمغنيون لهم الغناء التجار لهم التجارة والسوق وما دخل إسكافي أو بائع سجائر في مستوى فريق تسيره أرمادة من التقنيين والمختصين، هذا صحيح ا في مجمله، لكن هذه الجبهة لها حدود من التفكير والأناة كي تصبر عليها وليس لها الطاقة الواسعة كي تتحمل وزر سلسلة من الهزائم والنتائج السلبية وإذا سلمنا بأن هذه الجبهة على خطأ فنحن سمعنا وقرأنا آلاف الآراء ممتعضة من فلسفة سعدان، وهن هل يذهب الجميع للجحيم ويبقى سعدان وحده الصائب، لكن لن يكون كذلك لأنه عجز حقا عن الإقناع بالرغم من أنه يعيش داخل بحبوحة من الاقتناع، إن لم يصلح سعدان بيته وأمورها الداخلية فإن الأجدر به أن يعترف بأنه غير كفؤ وهذا ليس بعيب ووجوده الآن هو فرصة العمر التي لن تعوض كي يبرهن للقاصي والداني بأنه يعمل بقوة وليس بصدق فقط لأن هذا العامل غير كاف، وتصفيات إفريقيا هي آخر حلقة.