أكد الفنان جمال سليمان أن تحويل رواية ''ذاكرة الجسد'' إلى مسلسل تلفزيوني هو نوع من المخاطرة خصوصاً أنها تُقدم باللغة العربية الفصحى، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى طبيعة الرواية ''فما كان موضع تقدير ومتابعة من القراء هو لغتها الرفيعة، أما تحويل اللغة إلى العامية فربما كان سيفقدها الكثير من قيمتها الأدبيّة''. وأضاف ''لا شك أن اللغة العربية الفصحى هي أفضل للحفاظ على متانة الرواية، كي لا تحكمها لهجة معينة، ما يحول دون وصولها إلى جميع المشاهدين العرب، مع الحفاظ على بعض الكلمات باللهجة الجزائرية في صلب العمل الدرامي والمرتبطة بمنطقة المغرب العربي عامة والجزائر خاصة''. ويقول سليمان عن شخصية خالد بن طوبال التي يقدمها في العمل ''إنه مناضل جزائري أصيل، سار في خط المقاومة رفقة صديقه سي طاهر الذي استشهد على يد قوات الاحتلال الفرنسي. ويسافر خالد بن طوبال إلى فرنسا ليحترف الرسم هناك، وبعد ربع قرن تنقلب حياته رأساً على عقب عندما يلتقي ''حياة'' ابنة سي طاهر، لأنها تمثل الحنين إلى الماضي النقي وإلى الثورة، ورغم الشقاء والعذاب والدمار والدماء، إلاّ أن الماضي كان فيه بعض النقاء، ويحن خالد إلى لحظات الثورة والتمرد وإلى ''سي طاهر'' والد حياة الذي كان مثله الأعلى''. ويرى سليمان أن قصة الحب التي جمعت خالد بن طوبال وحياة هي التي جعلت رواية ''ذاكرة الجسد'' الأكثر شهرة في السنوات الخمسة عشرة الأخيرة. ويضيف ''إنها قصة حب استثنائية لأن خالد لم يستخدم عقله في علاقته مع هذه الفتاة التي كانت تشكل أشياء كثيرة بالنسبة إليه. هي امرأة وأكثر من امرأة، هي امرأة وطفلة، وهي أيضاً الجزائر التي تركها منذ زمن بعيد''. ومنحت ''حياة'' الرسام والمناضل خالد بن طوبال صاحب الذراع الواحدة أملاً جديداً في الحياة بعدما بادلته الحب، ولكن يأتي صديقه الشاعر الفلسطيني زياد ليسرق منه قلب حبيبته بعد أن حدثها طويلاً عنه. ويعتقد سليمان أن مسلسل ذاكرة جسد نقلة نوعية على الصعيدين الأدبي والثقافي الدرامي. وتمنى لو أمكن تحويل النصوص الروائية التي تتمتع بجماهيرية وشعبية كبيرة إلى أعمال درامية للارتقاء بذوق المشاهد العربي، في ظل أزمة النصوص الفنية التي نشهدها في العالم العربي اليوم.