عاشت مدينة الجلفة نهاية الأسبوع ساعات رعب وهلع كبيرين لم تعرفهما من قبل، جراء تهاطل أمطار غزيرة مصحوبة بحبيبات '' التبروري '' بحجم الكريات الصغيرة في موجة ساقتها بعض الرياح القوية، ما نتج عنها فيضانات كبيرة اقتحمت 19 حيا و11 مؤسسة وسط المدينة وجوانبها وحولتها إلى بركة عائمة بالمياه والأوحال، وخلفت انهيار جدران المنازل الهشة وبعض المؤسسات العمومية، إلى جانب تضرر 187 عائلة اجتاحتها المياه وقطع بعض الطرق والشوارع. بعدما سدت القنوات والمجاري المائية بسبب تراكم الأوحال، في الوقت الذي حدث انقطاع تام بين حي 05 جويلية مقر الولاية والمدينة القديمة على إثر فيضانات واد الملاح كما هو الحال بين أحياء '' بوتريفيس '' و '' مائة منزل '' و '' عين أسرار '' والمنطقة الشمالية بالنسبة للمدينة القديمة، دون نسيان حي الظل الجميل الذي يحوي مقر المجلس الشعبي الولائي ومقر الإذاعة والذي عرف هو الآخر أوحالا وصعوبات في التنقل بعد فيضانات الواد المجاور. هذا إلى جانب انهيار جسر صغير بحي الضاية أمام مقر الجامعة القديم الذي انقلبت به حافلة صغيرة وهو الواد الذي شرعت في ردمه السلطات المحلية منذ مدة قصيرة، لكن الوادي القادم من جبال سن الباء أعيد لموقعه من جديد، وقطع الطريق المزدوج بعد انهيار المجرى المائي ما جعل المناطق الغربية كحي شعودة القديم والدشرة الخضراء وغيرها، إلى جانب بعض المباني والتهيئة الجديدة للأرصفة والمجاري المائية التي لازالت طور الإنجاز. السلطات الولائية بكل قطاعاتها شكلت عشية الكارثة خلية أزمة لمتابعة الوضع، يشرف على رئاستها والي الولاية استمرت لساعات متأخرة من اليوم بعدما أعلنت حالة طوارئ، حيث قسمت المدينة إلى أربع مناطق للمتابعة والرصد الجدي بغية التكفل بالمواطنين المنكوبين والحفاظ على ممتلكاتهم. وفي هذا الصدد صرح مدير الحماية المدنية ليومية '' الحوار '' أنه تم ترحيل ليلة الأربعاء إلى الخميس 42 عائلة إلى إحدى المدارس أين قضت ليلتها هناك، وتم التكفل بها من طرف السلطات المسؤولة بالأفرشة والإطعام، وأضاف أنه تم إسعاف 6 أشخاص إلى مستشفى المدينة بعد إصابتهم بجروح طفيفة نتيجة اجتياح المياه داخل منازلهم وانخفاض درجة حرارة أجسامهم، وكانت مياه الأمطار المتهاطلة التي بدأت منذ الساعة الثانية مساء واستمرت حتى الخامسة من اليوم نفسه وبلغت 68 ملم (حسب المصالح المختصة). وفي سياق متصل حذرت مديرية الصحة من استهلاك مياه الشرب دون التأكد من صلاحيتها ومصدرها، خاصة في هذه الأيام تفاديا لبعض الأمراض التي قد تنجم عن ذلك نتيجة اختلاط بعض قنوات صرف المياه القذرة مع مياه الشرب، وناشدت الجميع إلى الاهتمام والعناية وأعلنت أنها ستقوم بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية إلى دعوة المواطنين لتوخي مزيد من الحذر والوقاية عبر خطب الجمعة التي يلقيها الأئمة وهو ما عرفته مساجد الولاية أمس.