لاشك أن أنصار ''الخضر'' استبشروا خيرا بعودة كريم زياني إلى مستواه، حيث أوكلت له مهمة صناعة اللعب وقيادة الفريق. وبدا زياني في لياقة بدنية وفنية جيدة، حيث استفاد كثيرا من التحضيرات التي خاضها رفقة نادي فولزبورغ الألماني تحت قيادة مدربه الجديد الإنجليزي ماكلارين. وظهر زياني كذلك مرتاحا نفسيا، باستعادته الثقة في نفسه بعد ضمانه اللعب كأساسي رفقة ناديه الألماني، وقد أنعكس هذا الارتياح على أداء اللاعب في مباراة تنزانيا، حيث صنع العديد من الفرص، غير أن النقطة السوداء التي باتت تعكر كل المواصفات الإيجابية التي يتمتع بها زياني، هي احتفاظه المفرط بالكرة، حارما بذلك زملائه من المشاركة في صنع لعب جماعي، كان ليؤتي ثماره أمام منتخب متواضع أسمه تنزانيا يحتل المركز 111 عالميا. غزال خارج الإطار وجاء إقحام غزال على الرواق الأيمن مع تأدية دور دفاعي، باعتبار أن الفريق الوطني لعب بخطة 3-5-,2 لتعويض غياب فؤاد قادير الذي يعاني من إصابة تغيبه عن الملاعب إلى بداية العام الجديد. وإن كان غزال يتمتع بلياقة بدنية جيدة سمحت له بالصعود إلى الهجوم والعودة للدفاع، إلا أن عدم اعتياده اللعب في تلك الجهة وتأدية مهمة الدفاع، أنقص من فعاليته الهجومية، ولم يساعد الفريق في تشكيل الخطورة المنتظرة على دفاع تنزاني مستميت. بالمقابل، لم تصل العديد من الكرات للثنائي الهجومي جبور وزياية، بالإضافة أنهما لم يظهرا متفاهمين باعتبار أنهما يلعبان مع بعضهما لأول مرة منذ بداية المباراة، ويحتاجان للمزيد من المباريات للتأقلم معا. الكرات الثابتة لم تعد قوة ''الخضر''!؟ هذا، وظهر جليا أن المنتخب الوطني لم يستغل جيدا الكم الهائل من الكرات الثابتة التي أتيحت له، حيث لم يتم تنفيذها بالطريقة المعهودة بالاعتماد على رأسيات جبور وبوغرة، باعتبار أن مدافعي تنزانيا قصيري القامة، حيث كانت الكرات في كل مرة تنفذ إلى القائم الأول، وهو ما كان يتيح للدفاع التنزاني، بإبعاد الكرة. نقص المنافسة أثر على يبدة وتساءل العديد من المتتبعين عن سبب إقحام يبدة كأساسي رغم أن اللاعب يعاني كثيرا من نقص المنافسة حيث لم يلعب ولا مباراة منذ المونديال، أي منذ شهر ونصف. وعليه، فقد ضيع لاعب نادي نابولي الجديد العديد من الكرات، وضيع أهداف محققة على مرتين بسبب عدم إتقانه التسديد بالرأس. بلحاج بعيد عن مستواه ولم يتفاهم مع بودبوز هذا، وبدأ ندير بلحاج ''يحصد'' نتائج انضمامه إلى البطولة القطرية، حيث أفتقد كثيرا من لياقته البدنية التي كانت تسمح له بالمشاركة في صنع الهجمات. وكان دوره متواضعا على الرواق الأيسر ولم يشكل أي خطورة على المنافس. كما ظهر أن بودبوز الذي أقحم هو الآخر على الجهة اليسرى، لم يتفاهم كثيرا مع بلحاج، حيث وكأن اللاعبين كانا يتصارعان على الصعود إلى الأمام. دخول متأخر لعبدون وكعادته، بقي جمال عبدون الذي أنتقل إلى نادي كافالا اليوناني، وفيا لمردوده التصاعدي رفقة ''الخضر'' حيث كاد منذ دخولة في ربع ساعة الأخير من المباراة مكان يبدة أن يقلب النتيجة، بفضل إستماتته، وروحه القتالية وصعوده إلى الهجوم، وتمريراته المتقنة، غير أن دخوله كان متأخرا نوعا ما. وهنا يتساءل المتتبعون عن سبب عدم إقحامه أساسيا باعتبار أنه أفضل من الناحية البدنية من يبدة؟ قديورة رجل المباراة ويبقى أفضل لاعب في المباراة هو لاعب نادي ولفرهامبتن الإنجليزي، عدلان قديورة، الذي أدى مباراة في القمة، سواء من الناحية البدنية أو الفنية، فقد استرجع كرات عديدة، كما أنه كان يساهم في صنع الهجمات، وكان صاحب هدف التعادل بعد تسديدة قوية من بعد 25 متر، أسكنها الزاوية البعيدة من المرمى. وبالمقابل، لعب حارس مرمى تنزانيا شعبان حسان دورا كبيرا في فرض التعادل على الجزائر، وإن حالفه الحظ في بعض التدخلات، على غرار الفرصة الأخيرة في المباراة التي سددها عبدون حيث ارتدت الكرة من كتف الحارس شعبان دون أن يدري.