نالت الضغوط أخيرا من المدرب رابح سعدان ليقرر ترك المنتخب الجزائري لكرة القدم بعد انتقادات حادة على وقع نتائج غير مرضية في الأشهر الأخيرة.واستقال سعدان من منصبه أمس السبت بعد التعادل 1/1 مع تنزانيا في البليدة في بداية مشوار الجزائر بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية .2012وقال الاتحاد الجزائري لكرة القدم بموقعه على الإنترنت: «قدم رابح سعدان استقالته من الجهاز الفني للمنتخب. وقدم رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم الشكر لسعدان على العمل الجيد الذي قام به مع المنتخب».ورحل سعدان بعدما صمد لشهور في وجه ضغوط قوية. وبعد النجاح الكبير خلال الفترة السابقة للخُضر وإعادتهم للساحة الإفريقية والعالمية من جديد والتفوق على مصر في مباراة فاصلة بالسودان لتصعد الجزائر إلى كأس العالم ثم بلوغ الدور قبل النهائي في كأس الأمم الإفريقية في أنغولا في يناير الماضي ونجاحه فيما فشل فيه الآخرون تراجع منحنى نتائج الفريق خلال فترة الإعداد لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا.وقال قندوز «أنا شخصيا لا أعتقد أن مشكلة المنتخب الجزائري ستحل بذهاب سعدان.. الأمور أعمق من ذلك بكثير ويجب وضع استراتيجية خاصة للنهوض بالكرة الجزائرية».وخَلَف سعدان المدربَ الفرنسيَّ جون ميشال كفالي في أكتوبر 2007 إثر الفشل في التأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية .2008وارتقى سعدان لمصاف الأبطال القوميين في الجزائر حين قاد المنتخب الوطني لبلوغ كأس العالم للمرة الثانية العام الماضي على حساب المنافس التقليدي مصر ليعود المدرب والفريق معا إلى النهائيات للمرة الأولى بعد غياب 24 عاما. وجاءت نقطة التحول في علاقة سعدان بالمنتخب الجزائري في مارس الماضي حين خسر فريقه على أرضه بثلاثة أهداف مقابل لا شيء أمام صربيا استعداداً لكأس العالم؛ لتُوَجَّه إليه سهام النقد للمرة الأولى منذ تعيينه. وبدا أن الهزيمة أمام صربيا شكلت صدمة لسعدان الذي استبعد سبعة لاعبين دفعة واحدة من أجل امتصاص غضب الجماهير لكن الأداء لم يتحسن فخسر الفريق بثلاثية أخرى أمام أيرلندا قبل أن يفوز بهدف نظيف على الإمارات في ألمانيا.ولم تتوقف الانتقادات في الطريق إلى كأس العالم فأزاح سعدان يزيد منصوري قائد المنتخب من التشكيل الأساسي ولم يشركه ولو لدقيقة في نهائيات جنوب إفريقيا حين خرجت الجزائر من الدور الأول إثر التعادل مع إنجلترا والهزيمة أمام سلوفينيا والولايات المتحدة. وبينما انتظر الجميع استقالة الرجل أو إقالته جدد الاتحاد الوطني الثقة فيه ومدد عقده حتى 2012 بشرط وصول المنتخب لنهائيات كأس الأمم الإفريقية.لكن تواضع مستوى الفريق في مباراة ودية خسرتها الجزائر في العاصمة 2/1 أمام الجابون الشهر الماضي زاد من وتيرة النقد الذي قابله سعدان بقرار نقل مباراة الفريق ضد تنزانيا إلى البليدة. وإثر التعادل مع تنزانيا في المباراة التي شهدت هجوما من الجماهير على المدرب قال سعدان إنه مستعد للاستقالة إذا كان هو سبب المشكلة التي يواجهها المنتخب.وقال: «أنا مستعد للرحيل إذا كنت أمثل المشكلة. لا أسمح لأي أحد بسبي».ورحل سعدان بالفعل عن الفريق الذي درَّبه عدة مرات بين 1986 و2010 وقاده لكأس العالم مرتين ليضع الاتحاد الوطني أمام اختبار البحث عن خلف له.