تظل الأسواق الفوضوية في أحياء ''الحميز'' مشكلا عويصا يبحث عن حل من قبل السكان الذين يصرون على الجهات المعنية بالتدخل العاجل واتخاذها كل الإجراءات والتدابير اللازمة والقادرة على احتواء الانشغال والقضاء بشكل نهائي عليها، مقترحين انجاز سوق مغطى منظم يجمع كل هؤلاء التجار الفوضويين ويحفظ نظافة الحي. ويناشد سكان أحياء الحميز التابعين لمقاطعة الدارالبيضاء المسؤول الأول على البلدية بالوقوف وقفة جدية عند هذا المشكل الذي طال أمده، وبإلزامية وضع حد للأسواق غير المنظمة والمنتشرة عبر كامل أركان البلدية بعد أن حولت الحي إلى مزبلة حقيقية. بل أكثر من هذا فمعاناة السكان لم تتوقف عند وجه الحي وتشوهه بسبب هذه الأسواق، ولا عند الفوضى كما قال لنا أحد السكان، '' وإنما ارتبطت بأسعار الخضر والفواكه المرتفعة مقارنة بأسعارها المعروضة على مستوى الأسواق المنظمة والمغطاة. ويقول بعض المتسوقين المنزعجين من الأسواق العشوائية وغير المنتظمة، بأنهم قد ضاقوا ذرعا من الفوضى المسيطرة على أحياء ''الحميز'' جراء هذه الأسواق الفوضوية الموزعة في كل مكان والمنتشرة على مساحات احتلها باعة فوضويون. مشيرا إلى أنهم ليسوا ضد هؤلاء الباعة ويرفضون قطع رزقهم على اعتبار غالبيتهم شباب بطال ويحتاج لهذا العمل لكن في الوقت نفسه من حق سكان ''الحميز'' أن يعيشوا في جو بعيد عن فوضى الأسواق غير المنظمة ومن حقهم أيضا أن يكون لهم سوقا منظما على مستوى الحي مثلما هو جاري مع سكان الأحياء البلديات الأخرى. من جهتهم عبر بعض الباعة عن امتعاضهم الشديد من تصرفات السكان لا سيما وأنهم أبناء ذات الحي، مستغربين أمر انزعاج ، ومؤكدين أن البطالة هي من فرضت عليهم التوجه للتجارة غير المنظمة و إلى اتخاذ مساحة الحي مقرا لهم لبيع الخضر و الفواكه بأثمان معقولة مثلما هو سعرها في باقي أسواق العاصمة. وحمل الباعة مسؤولية الفوضى إلى مصالح البلدية لأنها لم تقم بتبني أي مشروع يحتوي المشكل والباعة على حد سواء، بإنجاز سوق مغطى لصالحهم، متسائلين في الوقت نفسه عن مشروع ال 100 محل الذي أقره رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لفائدة الشباب البطال.