ما انطباعاتك حول الفريق بعد إن شاركت معه في عدد من مباريات الموسم الجديد؟ - حصلت لدي انطباعات إيجابية, وبدأت في التأقلم مع الفريق منذ فترة المعسكر وأتمنى أن يتواصل اندماجي مع الفريق في الفترات المقبلة, وأن أقدم ما هو مطلوب مني. هذه المرة الأولى التي ألعب فيها في فريق عربي وخليجي, وقد مثلت لي مغامرة احترافية جديدة ومرحلة مختلفة من مراحل مشواري الرياضي. ولماذا تخلفت عن المرحلة الأولى من التحضيرات التي جرت في الدوحة في بداية جويلية الماضي رغم أنك كنت على ذمة الفريق وقتها؟ - اتفقت مع إدارة الفريق على انضمامي للتدريبات في فترة المعسكر الخارجي لأنني كنت جاهزا بدنيا ولياقيا بعد المشاركات التي حققتها مع المنتحب الجزائري في الموسم الماضي في كل من كأس إفريقيا وكأس العالم وكنت في حاجة ماسة إلى راحة لمدة أسبوعين على الأقل بعد نهاية كأس العالم حتى أسترد أنفاسي. أنا جاهز بدنيا رغم تخلفي عن المرحلة الأولى للتحضيرات التي جرت في الدوحة.كنت في حاجة أيضا لبعض الوقت لتسوية وثائقي في فرنسا وترتيب كافة مستلزماتي العائلية, وغيابي عن المرحلة الأولى من التحضيرات التي جرت في الدوحة لا يمثل إشكالا بدنيا. شعرت بجاهزية لياقية عالية في المعسكر الخارجي ووضعي البدني في تحسن مستمر من يوم إلى آخر. وماذا عن التواصل اللغوي مع اللاعبين وأعضاء الجهاز الإداري, بحكم إتقانك اللغة الفرنسية دون سواها؟ - لا لم أوجه مشكلة في التواصل اللغوي مع أعضاء الفريق خلال المعسكر, فهناك من يتكلم الفرنسية على غرار المدرب شتيلكة وعدد من اللاعبين, ولكنني أيضا أتكلم الإنجليزية وبعض الكلمات العربية. هناك مترجم في الفريق سيساعدني على تحقيق التواصل اللازم مع جميع أعضاء الفريق, ولا أعتقد أن اللغة ستشكل عائقا أمام تواصلي مع اللاعبين أو الإداريين. كيف جرت الاتصالات بينك وبين الفريق, ولماذا أحاطت بها السرية التامة؟ - الاتصالات بدأت بيننا عبر وكيل أعمالي, ثم تحول وفد من الفريق إلى سويسرا, حيث كنت أشارك في معسكر مع المنتخب الجزائري استعداد للمونديال وهناك تم الاتفاق النهائي على الانتقال وتوقيع العقد. كنت في نهاية عقدي مع فريق لوريان الفرنسي, ورفضت مقترح هذا الفريق بتجديد عقدي لموسمين جديدين, وهو ما سهل عليَّ الانتقال للسيلية. هل استشرت رفيق صايفي قبل الموافقة النهائية على اللعب للسيلية؟ - نعم تحدثت معه حول مستوى الدوري والفرق القطرية, وشجعني على اللعب للسيلية, لقد سمعت كثيرا عن دولة قطر وعن النهضة الكبيرة التي تعيشها على جميع المستويات, بما في ذلك الرياضية من خلال ما نشاهده في التلفزات, ونطالعه في الجرائد, وهو ما شجعني على قبول العرض. قدوم عديد من اللاعبين المعروفين للدوري القطري على غرار جونينيو وعبدالقادر كيتا وباكاري كوني وغيرهم شجعني أيضا على اللعب للسيلية. المستوى الفني للدوري القطري ليس ضعيفا ولو كان كذلك ما كان يستقطب العديد من الأسماء الكبرى. وماذا عن عامل السن؟ - هذا العامل شجعني على اللعب في الدوري القطري. هنا لا يعيرون اهتماما كبيرا لكبر اللاعب بقدر ما يقيمون أداءه على الميدان خلافا للدوري الفرنسي الذي يعتبر كل لاعب يبلغ سن الثلاثين مشروع اعتزال. أبلغ من العمر (32 سنة) وأشعر أنني قادر على اللعب لمدة 4 مواسم جديدة على الأقل, وهذا الحلم لا يمكنني تحقيقه في الدوري الفرنسي, لذلك فإنني فضلت وضع نهاية لمشواري الاحترافي في الدوري القطري, وفي دولة تتوفر فيها ظروف العيش الهادئة.لن أعود للعب في الدوري الفرنسي أو دوري أوروبي وسأعتزل اللعب على الملاعب القطرية. عائلتي ستنعم بالهدوء والأمان في قطر, وسأكون إلى جانبهم أكثر من أي وقت مضى, وهذا ما كنت أرغب في تحقيقه منذ سنوات. وماذا عن قدرتك على التأقلم مع أجواء الحرارة والرطوبة في الدوحة؟ - سأسعى إلى التأقلم مع هذه الأجواء المناخية تدريجيا. أنا معتاد على اللعب في الحرارة العالية مع المنتخب الجزائري خلال مشاركاته الإفريقية أو تصفيات كأس العالم, وأعتقد أن هذا العامل سيساعدني على التعود على أجواء المناخ. وما طموحاتك الشخصية من التحاقك بالسيلية؟ - أرغب في رسم مرحلة جديدة من حياتي الرياضية في الدوري القطري عبر التألق وتقديم أداء قوي يقودني إلى مواصلة اللعب في فريق السيلية لمواسم أخرى أو الالتحاق بفرق أخرى في الدوري نفسه أو في دوريات خليجية أخرى. سأعمل على ترك بصمات واضحة في الدوري القطري وليس مجرد المشاركة فيه حتى أبرهن للجميع على قدراتي الفنية العالية وأكشف خبرتي الطويلة في كرة القدم. ما تفسيرك لقدوم أكثر من لاعب من المنتخب الجزائري إلى الدوري القطري في الموسمين الأخيرين؟ أسهم اللاعب الجزائري صعدت بعد المشاركة في كأس العالم الأخيرة في جنوب إفريقيا, والمباراة الشهيرة مع المنتخب المصري في التصفيات المؤهلة لهذه الكأس. وهذه العوامل أسهمت في تلقي عدد من لاعبي المنتخب عروضا جديدة.كنا الممثل الوحيد لكرة القدم العربية والإسلامية في المونديال, وهذا ما جعل جميع الرقاب تلتفت نحونا وتتابعنا عن كثب. وهل أنتم راضون عن النتائج التي حققتموها في المونديال؟ - لا, يجب ألا يرضى اللاعب المحترف عن نفسه عندما لا يقود فريقه إلى تحقيق الانتصارات أو بلوغ الدور الثاني على الأقل من مسابقة في حجم مسابقة المونديال.كان بإمكاننا تحقيق نتائج أفضل والمرور إلى الدور الثاني, كنا مبهورين نوعا ما بأجواء المونديال في المباراة الأولى بسبب حداثة عهدنا بالمشاركة في هذه المسابقة العالمية الكبيرة, ولكننا فرطنا في الفوز فيها, ولو حققنا هذا الهدف لمررنا للدور الثاني. وماذا عن المباراة الثانية مع المنتخب الإنجليزي والثالثة مع المنتخب الأميركي؟ - قدمنا مباراة قوية, ولعبنا بندية كبيرة, واكتفينا فيها بتحقيق التعادل. كنا مجبرين على اللعب بأكثر جرأة ومجازفة في المباراة الثالثة أمام المنتخب الأميركي, ولكننا افتقدنا هذين العاملين وخسرنا المباراة وغادرنا المونديال. وما أسباب اعتزالك اللعب دوليا بعد المونديال؟ - لعبت لفائدة المنتخب لأكثر من 10 سنوات, وتلقيت تهاني شخصية من رئيس الدولة على الأداء الذي قدمته مع المنتخب, وكنت قائدا له عددا من السنوات, لكن عدم إشراك المدرب لي في المونديال الأخير دون مبرر واضح جعلني أقرر اعتزال اللعب دوليا, والخروج من الباب الكبير بمشاركة عالمية بدل مواصلة المشوار.قررت وضع حد للعب للمنتخب قبل المونديال, وكنت أتمنى إنهاء مسيرتي معه بالمشاركة في هذه التظاهرة العالمية الكبيرة, لكن إقصاء المدرب لي من التشكيلة جعلني أعتزل وفي قلبي حسرة وأسف.