باشرت مصالح الأمن المشتركة والمدعمة بعدد كبير من رجال الدفاع الذاتي عملية تمشيط واسعة بمرتفعات تلمسانالغربية خصوصا الحدودية منها انتهت بفرض حصار مغلق على مجموعة إرهابية تضم حوالي 30 إرهابيا بجبال عصفور والميزاب المطلة على منطقتي الزوية وبني سنوس، وقد مكن التمشيط من العثور على جثة إرهابي كان قد أصيب في المشادات التي جرت خلال الأسبوع الماضي. وحسب مصادر رسمية فإن عملية التمشيط جاءت عقب تصريحات الموقوفين في شبكات التدعيم التي فككتها مصالح الدرك الوطني في الأسبوع الماضي وأكدتها شكاوى مجموعة من الرعاة الذين تعرضت قطعانهم للسرقة من طرف أفراد المجموعة الإرهابية التي اتخذت من المنطقة مركزا للراحة هربا من الحصار المفروض عليها بالمدن الداخلية كعين الدفلى وبومرداس، وتقربت من الحدود من أجل التدعيم بالأسلحة والمؤونة، وهو ما كشفته الخريطة التي تم العثور عليها بإحدى الكازمات التي تم مداهمتها خلال الأيام الماضية. وقد كشفت مصالح الأمن أن هذه الشبكة لها علاقة بشبكات مغربية نشطة حيث تزامنت محاصرة هذه المجموعة مع تفكيك شبكة متكونة من 15 عنصرا بشرق المغرب ووجدت بحوزتهم كميات من المواد المتفجرة والأسلحة ولهم علاقة بمجموعات إرهابية جزائرية، وذلك عن طريق الاتصال بأبناء المنطقة الذين يرأسون هذه المجموعة، وعلى رأسهم جمال قرقابو ابن الزوية وكذا بلبشر الذي ترجع أصوله إلى جنوبتلمسان. وقد مكنت عملية الحصار من دخول أفراد الجيش إلى عدة كازمات تم العثور بداخلها على كميات من الأغذية والمؤونة زيادة على حملة من الأدوية والأفرشة، كما تم العثور على آثار لإصابات خطيرة لإرهابيين في الهجمات الأخيرة التي شنها الجيش عليهم. هذا وقد سمعت ظهر أمس عدة طلقات نارية بمنطقة جبال ميزاب التي من الممكن أن تكون مشادات مع إرهابيين بالمنطقة. وحسب مصدر من قوات الجيش ل''الحوار'' فإن هذه الأخيرة قد فرضت طوقا على الحدود من أجل عزل عناصر هذه المجموعة عن الحدود وعن المناطق الآهلة بالسكان مع مطالبتهم بتسليم أنفسهم عن طريق مكبر الصوت. وأضاف المصدر ذاته أن عناصر هذه المجموعة لا يتجاوزون 30 عضوا مسلحين بأسلحة خفيفة جاءوا للمغرب من أجل عقد لقاءات مع شبكات مغربية للتعاون في العمل الإرهابي وتكثيف نشاطهم تحت لواء ''تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، وأكد أحد أفراد الدفاع الذاتي في اتصال هاتفي أن أيام هذه العناصر باتت معدودة فإذا لم يسلم عناصرها أنفسهم فإنهم سيموتون تحت الحصار.