أكد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية حرص الدولة الجزائرية على النهوض بمشروع اللغة العربية، بسياسة واعية تتجاوز كل التحديات والضغوطات في شتى مجالات الحياة السياسية منها والتشريعية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والإعلامية. وأوضح وزير الدولة لدى إشرافه أمس على افتتاح أشغال ندوة الجزائر حول ''تعريب التعليم والتنمية البشرية''، التي نظمها المجلس الأعلى للغة العربية بجنان الميثاق على مدار ثلاثة أيام، أن هذه الأخيرة تشكل مناسبة لربط أواصر الصلة بين باحثين من مختلف الدول الشقيقة والصديقة لما تتيحه من فرص لتبادل التجارب والخبرات ورسم خطط التعاون والشراكة في المجالات المختلفة للبحث العلمي. كما أكد بلخادم أن الاستثمار في الموارد البشرية عالية التأهيل وفائقة المهارة وتطويرها وتحسين أدائها وكذا الاستثمار في التجديد والابتكار أضحى في وقتنا الراهن في قلب العملية التنموية، وكذا الدافع الإستراتيجي الذي يزود مجتمعاتنا بميزة تنافسية أكيدة في عالم يتجه صوب اقتصاد معولم مبني على المعرفة. وعاد بلخادم ليوضح أهمية لغة الضاد وكذا البحث في مجال التعريب بوصفه لبنة أساسية في مسار التنمية العربية لاستكمال طريق النهضة على أساس أن اللغة العربية بما تتميز به من مرونة وثراء قادرة على مواكبة حركة التنمية البشرية في مجتمع المعرفة، وذلك من خلال تفعيل دورها في نقل المعرفة عبر التعريب والترجمة وتأليف المعاجم المتخصصة والحوسبة، ولن يحدث ذلك في نظره إلا عبر نشر التعليم وترقية البحث عامة، والبحث اللساني خاصة، مشيرا في السياق ذاته إلى أهمية مشاركة نخبة الباحثين العرب المتميزين ببحوثهم النيرة في مجال تعريب العلوم في هذه الندوة المتخصصة والتي ستسفر في اعتقاده على نتائج طيبة من شأنها إثراء وتعزيز الفكر العلمي العربي. من جهته طالب العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الساسة والهيئات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني بمراقبة أنظمة التعليم والتكوين والبحث في تأدية وظائفها، متسائلا في الوقت نفسه عن إمكانية وضع إستراتجية طويلة المدى في بلادنا لتنسيق الجهود على مستوى المنطقة العربية لنقل العلوم والتكنولوجيات الحديثة تمهيدا لتوطينها والمشاركة في إنتاجها باللسان العربي وعن مدى استفادة بلادنا من عولمة واثقة من نفسها.