في رحاب منشورات ألفا وفي إطار فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب وقع المجاهد والباحث الأمين بشيشي أول أمس جديد أعماله الفكرية بعنوان'' تاريخ ملحمة نشيد قسما'' من إرهاصات ميلاده نشيدا للثورة الجزائرية إلى ترسيمه نشيدا رسميا للجمهورية الجزائرية. وفي هذا الصدد قال بشيشي في تصريحه للحوار أن هذا البحث الذي قام به رفقة الأستاذ عبد الرحمان بن حمودة، سجل خلال التطورات التي عرفتها صيغ اللحنية وعددها أربعة للنشيد ''الوطني قسما'' للشاعر الثورة وابن الجزائر البار مفدي زكارياء، من حيث معايشة المؤرخان مجريات إقرار '' قسما'' نشيدا للثورة الجزائرية من طرف قيادة جبهة التحرير الوطني، حيث قام بشيشي برحلة بحث طويلة قادته إلى التوغل في أعماق التاريخ وذلك قصد الوقوف عند الحقائق واكتشاف أسرار هذا النشيد الذي قال بشأنه أنه رمز من رموز الثوابت الوطنية وعنوان السيادة الجزائرية، وللنشيد '' قسما'' كما قال قيمة تاريخية ومعنوية ووجدانية التي يكتسبها النشيد الوطني بالنسبة للحس الوطني لدى الجزائريين، حيث توصل إلى في ألخير إلى الظروف التي أحاطت بانشاء النشيد الوطني ومختلف التلاحين التي اقترحت لأدائه، وساعده في ذلك الجهد المضني والمعتبر الذي بذله كباحث في التاريخ وتضلعه في فن تلحين الأناشيد، وفي هذا يقول الأمين، فقد تم تلحن جزءا من هذا النشيد وهو'' قسما بالنازلات الماحقات '' في العاصمة الجزائرية في ثلث الأخير من عام 1955 ولاحظت القيادة في ذلك الوقت أن هذا اللحن ليس له صدى في الشارع الجزائري ولم يوفق في تعبئة الجماهير الجزائرية، وفي أواخر عام 1956 استنادا إلى ذات المصدر فقد تم إرسال الشاعر مفدي زكارياء إلى تونس حيث درس وكون علاقات من الوسط الفني والأدبي، فقد تم تلحين هذا النشيد مجددا،بشبه موسيقى تصويرية لكنه لم يلق القبول بسبب اعتماد هذا الملحن خمس ألوان من الموسيقى بعدد مقاطع النشيد، الأمر جعل قيادة الثورة إلى إرسال هذا النشيد إلى مصر حيث حظي بتلحين مناسب ومميز من قبل الموسيقار محمد فوزي أما فيما يخص مسألة مصير النشيد '' قسما'' بعد الاستقلال فقد تناول هذه المرحلة الباحث عبد الرحمان بن حميدة المجاهد المعروف الذي يعد أحد المحكومين عليهم بالإعدام من قبل السلطات الاستعمارية، والذي كان في قلب الأحداث المتعلقة بمحاولة تغيير النشيد الوطني قبل أن يتم إقرار ترسيمه نهائيا نشيدا وطنيا رسميا عام 1986