تشهد معظم مداخل المساجد والمحال التجارية لاسيما المختصة في بيع المواد الغذائية ومستلزمات رمضان كالزلابية وقلب اللوز الواقعة على مستوى ولاية الجزائر خلال هذه الفترة القصيرة من حلول شهر رمضان المعظم انتشارا واسعا ورهيبا للمتسولين من مختلف الأعمار والأجناس، وهذا حسب ما لاحظته ''الحوار'' أثناء جولة استطلاعية قادتها إلى بعض المساجد والمحال المتواجدة ببلديات العاصمة كبلديتي الرغاية والرويبة والجزائرالوسطى، بعد يومين من دخول الشهر الفضيل. وبهذا الخصوص أعرب جل المواطنين العاصميين ممن التقتهم '' الحوار''، عن استيائهم الشديد من الوضعية المزرية التي تشهدها هذه الأماكن ذات الدينامكية الواسعة، على غرار الأسواق الجوارية والمغطاة والشوارع وبالأخص الشعبية ذات الحركة السكانية الكبيرة، حيث قال أحد المواطنين ''أكثر ما يزعجني خلال شهر الصيام رؤية هؤلاء المتسولين الانتهازيين بالقرب من أمكان العبادة ووسط الأسواق وعلى حافة الطرقات والشوارع''. من ناحية أخرى استنكر جل العاصميين تصرفات هؤلاء الاستغلاليين - على حد تعبيرهم - للمناسبات الدينية والوطنية لممارسة مهنة التسول التي تعود عليهم بالربح الوفير خلال شهر التصدق والتوبة والغفران، حيث تصل مدخراتهم من المال خلال هذا الشهر الفضيل إلى 10 مليون سنتيم فما فوق حسب شطارة كل متسول حسب تصريحات بعض المتسولات خلال تحقيق سابق ''للحوار'' . وفي سياق مماثل وإذا كانت أسباب وداوفع ارتفاع هذه الظاهرة خلال شهر رمضان المعظم معروفة لدى الجميع، والتي تعود بعضها إلى جشع وطمع المتسولين في كسب وإستمالة عطف وشفقة الناس خلال الصيام، بغية كسب ما عجزوا عن تحقيقه خلال الأشهر العادية، إلا أن السؤال الذي فرض نفسه بقوة لدى معظم من تحدثنا إليهم يتمثل في الأسباب الكامنة وراء عدم اتخاذ السلطات المعنية للإجراءات الردعية اللازمة للحد من نشاط وممارسات هؤلاء المتسولين لاسيما الانتهازيين والاستغلاليين؟ وفي هذا الإطار يناشد معظم سكان العاصمة السلطات المسؤولة بغية التدخل العاجل ووقف زحف المتسولين القادمين من مناطق متفرقة من البلاد بغية الحفاظ على وجه العاصمة، كما يطالبون السلطات بفتح تحقيق موسع حول وضعية كل متسول تسول له نفسه استغلال الناس الآخرين وظروفه المادية والاجتماعية لابأس بها إن لم نقل جيدة.