نشرت وسائل إعلام سودانية أمس الثلاثاء نص ''خارطة الطريق'' التى سلمها رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الامريكى جون كيرى للمسؤولين بالحكومة المركزية فى الخرطوم وحكومة جنوب السودان من أجل حل الخلافات قبل الاستفتاء المقرر في جانفي المقبل. وذكرت صحيفة ''الصحافة'' السودانية في عددها الصادر أمس الثلاثاء تضمنت الخطة سبعة شروط لتطبيع العلاقات الأمريكية مع السودان أولها أن يكون استفتاء جنوب السودان سلميا ويعكس إرادة الجنوبيين . ويجرى الاستفتاء في الوقت المحدد وتحترم حكومة السودان نتائجه وأن يحسم الوضع المستقبلي لمنطقة أبيى برضا الطرفين ، ويكون منسجما مع أهداف ومبادىء اتفاقية السلام الشامل ونتائج قرار محكمة التحكيم الدولية حول أبيى . والشرط الثاني هو أن تتوصل حكومة السودان مع حكومة جنوب السودان إلى أن كل قضايا اتفاقية السلام الشامل المتبقية وقضايا ما بعد الاستفتاء التي تشمل إدارة آبيي مستقبلا سيتم تسويتها دون اللجوء للحرب وبهدف حل هذه القضايا فى علاقة تعاونية وذات فائدة مشتركة واشترطت ''خارطة الطريق'' ثالثا أن تتوصل حكومتا الشمال والجنوب إلى اتفاقية حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء لتشمل الموارد الطبيعية والقضايا الاقتصادية والمواطنة والأمن والمعاهدات الدولية والقضايا القانونية الأخرى وأن يتوصلا إلى اتفاقية حول عملية محدودة الأجل لإنهاء ترسيم حدود المناطق المتنازع عليها على طول الحدود الشماليةالجنوبية وترسيم الحد . ونص الشرط الرابع على انه إذا صوت جنوب السودان للاستقلال فان القضايا الموضحة أعلاه تحسم بحلول جويلية2011 لتساعد على اقرار استقلال سلمى ومكتمل لجنوب السودان . واشترطت ''خارطة الطريق'' خامسا ألا تدخل حكومة السودان في أعمال عسكرية استفزازية أو خلق زعزعة عبر الحدود ويشمل ذلك التحركات العسكرية عبر الحدود وتدفق الأسلحة واستخدام الوكلاء. وفى الشرط السادس ''تعمل حكومة السودان على حماية الحقوق وتضمن أمن الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال. أما الشرط السابع والأخير فينص على أن تقوم حكومة السودان بتنفيذ التزاماتها فيما يتعلق بالمشورات الشعبية التي ستجرى فى ولايتى النيل الأزرق وجنوب كردفان . وفى مقابل ذلك أوضت خطة ''خارطة الطريق الأمريكية'' أنه وحالما نفذت حكومة السودان الشروط السبعة فإن الولاياتالمتحدة ستنقل إلى الكونغرس في مطلع جويلية 2011 الوثائق الفنية لشطب اسم السودان من كونه دولة راعية للإرهاب .. وستعمل على توسيع مظلة الترخيص وتسمح بأصناف التجارة الإضافية والاستثمار الاضافى مع السودان . وستسمح الولاياتالمتحدة تحديدا بشحن السلع التجارية والإنسانية الى الشمال والى جنوب السودان عبر الشمال والاستثمار في موارد المحاصيل الغذائية والخشبية والنقدية وقطاع الصحة العامة والحفاظ على الحياة البرية والموارد المائية .كما ستشجع الولاياتالمتحدة على تصدير برامج اتصالات معينة وبرامج التبادل التعليمي والثقافي والرياضى والمعاملات ذات الصلة , بالإضافة إلى المشاركة مع المانحين والمؤسسات المالية العالمية بمواصلة المناقشات حول عملية تأمين إعفاء الديون المتعددة تمشيا مع العمليات المتفق عليها دوليا ومع المتطلبات التشريعية الأمريكية . وقال كيري الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي ''طلب مني الرئيس اوباما الحضور إلى هنا مع مبعوثه الخاص غريشن ومستشارة البيت الأبيض لشؤون الأمن ميشيل جافين لتقديم اقتراحه الخاص''.وأعلن أنه سلم ''خارطة طريق'' من أجل حل الخلافات بين شمال وجنوب السودان قبل الاستفتاء الذي قد يؤدي إلى تقسيم البلاد ، إلا أنه لم يقدم تفاصيل إضافية حول هذه الخطة التي يطلق عليها ''خارطة الطريق''. ومن المقرر أن يصوت سكان منطقة أبيي الغنية بالنفط، والمتنازع عليها، في استفتاء يجري في التاسع من جانفي ما اذا كانوا يريدون الانضمام إلى جنوب السودان أو شماله.وفي اليوم نفسه يصوت سكان جنوب السودان في استفتاء على ما اذا كانوا يريدون الانفصال عن الشمال أم البقاء ضمن سودان موحد. ويشكل هذان الاستفتاءان النقطتين الرئيستين في اتفاق السلام الذي أنهى عام 2005 حربا أهلية استمرت أكثر من عقدين بين الشمال المسلم والجنوب ذي الأغلبية المسيحية.