أزيد من 300 عمل أدبي بين قصيدة وقصة وخاطرة أبدعت فيها الكاتبة الصاعدة قويدري زهية، ابنة مدينة الورود البليدة، التي تعد مادة خام يمكن أن تحدث ثورة في عالم الكتابة النسوية في الجزائر، حيث تكتنز داخلها طاقة إبداعية خارقة، وتمتاز بغزارة أفكارها ونقاوة قلمها الذي سخرته لتؤسس قيما سامية في المجتمع من خلال انتقائها للمواضيع التي تختارها لتشكل منها أجناسا أدبية بمختلف فروعها وتوجهاتها. نظمت زهية قصيدة شعرية على شكل ملحمة بعنوان ''الجزائر عنوان للحرية'' باللغة العربية الفصحى وباللهجة المحلية، وتتكون من عدة فصول جسدت خلالها مراحل الثورة الجزائرية من المقاومة الشعبية التي قادها زعماء الجزائر الذين رفضوا الوجود الفرنسي على أرض الجزائر الحبيبة، على غرار الأمير عبد القادر الذي وضع أسس الدولة الجزائرية الحديثة، إلى جانب ثورة بوبغلة والمقراني والشيخ الحداد وفاطمة نسومر التي قهرت شوكة الإدارة الفرنسية، مرورا بالكفاح السياسي الذي قاد الجزائر إلى الكفاح العسكري، وصولا إلى مرحلة الاستقلال، حيث أدرجت فصولا ضمنتها عبارات توحي بالحدث الذي تناولته هذه القصيدة. العمل يمكن ترجمته على ركح المسرح إذا تم تبنيه من قبل المخرجين المسرحيين، بالإضافة إلى ذلك نظمت المبدعة العديد من القصائد التي عالجت فيها الواقع الإنساني بأسلوب هزلي وفكاهي في قالب مميز ومثير للترفيه والترويح عن النفس، وهذا النوع من الشعر قليل ما ينظم في عصرنا الحاضر. ولزهية مواهب أخرى منها موهبة الغناء، حيث تمتلك صوتا مميزا تجيد أداء طبوع موسيقية على طراز عال على غرار فيروز، أم كلثوم وفضيلة الديزرية... إلى جانب امتشاقها للريشة. لكن نتيجة لفرط خجلها عزلت نفسها وكبحت طموحها ما جعلها تعيش بعيدة عن أضواء القائمين على الفضاءات الثقافية والفنية حتى تلك التي تنشط داخل حدود ولايتها البليدة التي أغمض مسؤولوها أعينهم عنها. للتذكير، فقد سبق أن شاركت المبدعة زهية في العديد من المسابقات الثقافية التي نظمت عبر الوطن نالت خلالها ما يربو عن 12 شهادة شرفية عرفانا بمساهمتها في إثراء مملكة الكتابة الجزائرية.