أكّد محمد ذويبي مسؤول ملف القدس بحركة النهضة والمصاب الجزائري الوحيد في أسطول الحرية أن تشكيلة الوفد الجزائري في قافلة شريان الحياة 5 كانت متميزة جدّا، وكشف عن المشاريع المستقبلية لمساعدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي هو في أمس الحاجة لأبسط المساعدات... ولمزيد من التفاصيل حول الأوضاع في القطاع، وأسطول الحرية,2 خصنا القيادي محمد ذويبي بلقاء في مكتبه تمخض عنه الحوار التالي: هل هناك مشاريع أخرى في المستقبل لإرسال مساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر؟ بعد الزيارة الأخيرة التي قمنا بها إلى قطاع غزة والتي دامت يومين، فقد بقينا محتجزين لمدة ثلاثة أسابيع في اللاذقية في سوريا نتيجة عدم رد السلطات المصرية التي انتظرناها كثيرا، فلما وصلنا رأينا معاناة الشعب الفلسطيني هناك، فأكيد تصبح المسؤولية أكبر وتصبح المبادرات أكثر، ولذلك هذه المبادرات وهذا العمل يجب أن يتواصل لأنه كما قلت الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في أمس الحاجة إلى السند السياسي والإعلامي والسند المادّي، لأنه إذا كانت الدّول اليوم تقيم ميزانيّاتها في بعض الأحيان بالعجز رغم استقلالها ورغم مواردها الطبيعية وإمكانياتها الكثيرة، فكيف بشعب أعزل ليس له أي مورد لا ثابت ولا متغير، لذلك هذه المبادرات يجب أن تتكرر وأن تستمر وتزيد في حجمها ونوعيّتها، نحن مثلا في المرة الماضية أخذنا مجموعة من السيارات، أربعين سيارة، فهذا الخيار الأول كان موفقا بحمد الله سبحانه وتعالى لأننا لما وصلنا إلى قطاع غزة وجدنا أن حظيرة السيارات مهترئة وقديمة جدّا، لأنه ومنذ الحصار حسب المعلومات التي استقيناها لم يدخل إلى القطاع سوى 20 سيارة، فهذه السيارات التي أخذناها من الشعب الجزائري إلى الشعب الفلسطيني ?وبهذه المناسبة أشكر كل الذين ساهموا في هذه القافلة وفي شراء هذه السيارات وإيصالها- فهذه المرة الإخوان الذين ساهموا في شراء هذه السيارات أخذوها بأنفسهم، فبهذه المناسبة نتقدّم لهم بالشكر الجزيل وندعوهم إلى المزيد من السند ومن العطاء. لقد كانت المدّة التي قضيتموها في فلسطين قصيرة جدا وهي يومان، فهل تمكنتم من معاينة الأوضاع في القطاع؟ في الحقيقة لم نتمكن من الاطلاع بشكل كاف على واقع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فالمدة لم تكن كافية، وتمنينا لو كانت المدّة أكبر ولكن مكوثنا خارج فلسطين لمدة أسبوعين بسبب الإجراءات أثر على مدة البقاء في قطاع غزة. كان الجزائريون يشكلون ثلث أعضاء القافلة؟ تقريبا ثلث أعضاء القافلة كانوا جزائريين، حوالي 113 و العدد الذي وصل إلى قطاع غزة حوالي ,340 وقد كانت تشكيلة الوفد الجزائري متميزة سواء من حيث المساعدة أو من حيث العدد وحتى من حيث الأشخاص المساعدين، فكانت مشاركة وحضور مميز وهذا ليس بالغريب على الشعب الجزائري لأنه يعرف معنى الاحتلال والاستعمار ويعرف المعاناة ويعرف السجون ويعرف هذه الأمور أكثر من غيره من الشعوب التي لم تعرف مثل هذا الظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني. بالنسبة للاعتداءات التي وقعت على أسطول الحرية، ما هي آخر المستجدّات؟ ؟بالنسبة لأسطول الحرية هي جريمة بأتم معنى الكلمة وإعدام لأناس بغير محاكمة في عرض البحر كما تعلمون، وهي حماقة صهيونية بأتم معنى الكلمة، أرادوا أن يرهبوا الناس، وهدفهم من هذا الهجوم هدف سياسي واضح وهو إبلاغ أي إنسان يتجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار بأن يكون مصيره القتل والسجن من طرف العدو الإسرائيلي لذلك شنوا هذا الهجوم، فكانت مجزرة حقيقية في عرض البحر في المياه الدّولية يوم 31 ماي ,2010 فقد شهدنا هذه الجريمة وعشناها ورأينا الشهداء والجرحى فكان حمام من دم على متن سفينة مرمرة، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الدماء الزكية الطاهرة بمثابة الوقود الذي به تحيا الأمة وبه تندفع نحو تحرير فلسطين. التقرير الذي قدمته اللجنة التي أنشأها المجلس الأممي لحقوق الإنسان أدانت فيه إسرائيل، والإدانة كانت واضحة لأن البراهين موجودة والحجج كلها موجودة والشهادات كلها موجودة بأن هذا العدو اعتدى على الأبرياء بغير حق فهم أناس مسالمون يريدون إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة والمساهمة في كسر الحصار، ولكن تعامل معهم العدو الصهيوني بكل همجية وبوحشية فوقع الذي وقع وسقط عدد من الشهداء والجرحى، ونحن نطالب بخطوات تنفيذية وتطبيق ما جاء في التقرير وإنزال عقوبات ضد هؤلاء القادة الصهاينة الذين أمروا بالاعتداء على أسطول الحرية بالنسبة لمشروع أسطول الحرية ,2 هل هناك مساهمات جزائرية؟ رغم أننا عدنا الآن من قافلة شريان الحياة، إلا أن فكرة أسطول الحرية2 موجودة قبل الذهاب في قافلة شريان الحياة ,5 لأننا نريد أن نعيد مبادرة كسر الحصار عن طريق البحر، لأنه إذا وفّقنا في كسر الحصار عن طريق البحر نجد منفذا لسكان قطاع غزة على العالم، فكما تعلمون قطاع غزّة لديه منفذ وحيد وهو معبر رفح والجهة الأخرى محتلة من طرف الكيان الصهيوني ولم يبق للشعب الفلسطيني سوى منفذ البحر، لذلك فالجهد الآن متواصل والفكرة موجودة لتنظيم أسطول الحرية 2 ليكون أكبر حجما من الأسطول الأوّل وبمشاركة أكبر حتى نكسر الحصار وحتى نجد لإخواننا في قطاع غزة المنفذ الذي يدخلون ويخرجون منه ويتواصلون مع العالم. هناك معلومات تقول بأن أسطول الحرية 2 سيتوجه إلى فلسطين وبالضبط إلى قطاع غزة في مارس المقبل من عام 2011؟ نعم، مبدئيا التاريخ المحدد هو شهر مارس ,2011 وإن شاء الله نوفّق في إعداد الترتيبات والتحضيرات اللازمة، لأنه حتى تكون للأسطول فائدة وقوة كبيرة وآثار سياسية قوية، يجب أن يكون أكبر من الأسطول الماضي في عدد السفن والأشخاص وكذلك طبيعة الأشخاص، وهذا الجانب اللوجستيكي يتطلّب وقتا خاصة وأنّ الجهد هو جهد شعبي وليس جهدا رسميا وإن شاء الله نوفّق في هذا الجهد لأنه وفاء للشهداء الذين سقطوا وللجرحى الذين اعتُدي عليهم ولمواصلة الجهد وكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. في هذه الحالة وحسبكم ما هي الطريقة المثلى حتى نتمكن من جمع أكبر قدر من التبرّعات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟ في الحقيقة الجهود والمبادرات كلها تحاول تحقيق هذا الهدف، فهناك اتصالات مباشرة، وهناك حسابات تفتح كما سبق وأن حدث في شريان الحياة ,5 ولكن أهم شيء قبل كل الوسائل هو الإيمان بالفكرة، فإذا كان هناك إيمان بهذه الفكرة، فإن تجهيز الوسائل لن يكون بالأمر الصعب، لكننا نركّز أكثر على القناعة بهذه الفكرة فهي القوّة الدافعة للتحرّك وللوصول إلى الهدف. هل هناك استراتيجيات لترسيخ هذه القناعة؟ وما هي الوسائل التي تستعملونها؟ والله أنتم جزء من هذه الإستراتيجية، فنحن نتكلم على مستوى الإعلام وعلى مستوى الاتصال المباشر وغير المباشر، وأملنا أن تتفاعل معنا وسائل الإعلام المحلية والدولية، فهناك الآن ولله الحمد تحرّك واهتمام ولكن هذا الاهتمام مازال يحتاج إلى جهد أكبر وإلى عمل منظم أكثر، وإن شاء الله تكونون بادرة خير ومساهمين فاعلين في هذه المهمة والمتمثلة في ترسيخ قناعة الناس بمسعى ليس فقط كسر الحصار وإنما إنهاء الاحتلال وتحرير الشعب الفلسطيني. فيما يخص المساعدات، هل هي مساعدات شعبية محضة أم هناك مساعدات تقدّم للحكومة المقالة أو للسلطة؟ الشيء الرسمي معروف وهو المقدّم على مستوى الجامعة العربية وبعد ذلك تقدّم إلى السلطة، ولكن للأسف الشديد كما تعلمون هناك انقسام بين شرعيتين، منظمة التحرير الفلسطينية ومحمود عباس وحكومة فياض في الضفة ولكن هناك شرعية ثانية وهي شرعية الحكومة المنتخبة في قطاع غزة، ولذلك كما قلت في البداية الشعب الفلسطيني اليوم يحتاج إلى دعم شعبي وإلى دعم رسمي، والدعم الرسمي أهم لأن الدول هي التي لديها إمكانات أكثر، فعلى الجهات الرسمية أن تدعم إن كان ولابد أن تدعم الشعب الفلسطيني في الضفة وكذلك في قطاع غزة، فكلاهما شعب فلسطيني سواء كان في الضفة أو في غزة. ما هي الذكريات التي حزّت في أنفسكم والتي أتيتم بها من قطاع غزّة؟ كنت من الذين أحضروا شتلة من شتلات أشجار الزيتون، لأنها أرض طيبة مباركة وإن شاء الله تنبت أيضا في الأرض المباركة الطيبة الجزائرية، فالأكيد أن الذكريات كثيرة، وأوّل ذكرى هي أنّ الوقوف على شبر صغير لكنه محرّر، فهذا الشبر صغير من الناحية الجغرافية ولكن من الناحية المعنوية والسياسية كبير لأنه محرّر من طرف الشعب الفلسطيني الصامد الذي استطاع أن يُخرج هذا العدو واستطاع أن يحوّل المستوطنات التي كانت بيد العدو إلى أراض فلسطينية مزروعة وفيها حمضيات والمواد الغذائية التي تعتبر موردا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة رغم محدوديّته. كلمة أخيرة في هذا الحوار ل ''الحوار''؟ بالمناسبة أتقدّم بالشكر الجزيل لجريدة ''الحوار'' على هذه المبادرة ونتمنى أن تكون جريدة ''الحوار'' جزءا أساسيا في الدفاع عن القضية الفلسطينية، فهناك معاناة كبيرة ليس فقط في قطاع غزة نتيجة الحصار ولكن فيه معاناة في الضفة الغربية نتيجة التنسيق الأمني للأسف الشديد بين أجهزة السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني، ففي الضفة الغربية الوضع سيء جدّا، فهناك قضية تهويد القدس فبيت المقدس يتعرض إلى هجمة شرسة ومشاريع التهويد قائمة على قدم وساق، وكذلك الاعتداء على المواطنين وعلى بيوت المواطنين وطردهم، وكذلك الأنفاق التي تُحفر تحت مسجد الأقصى المبارك وهي في توسع يوما بعد يوم، فالعام الماضي كانت 25 وهذا العام هي في حدود ال35 نفقا، هناك أيضا الاعتداءات المتكررة على الحرم القدسي من طرف الجماعات اليهودية المتطرفة، فجريدة ''الحوار'' لها الكثير والكثير في نقل حقائق ما يجري في فلسطين وتقديم هذه الحقائق حتى تنير الرأي العام المحلي والدولي ونكون لها إن شاء الله من الشاكرين وتكون قد أدّت الرسالة إن شاء الله.