تحدّثت الروائية اللبنانية رشا الأمير، على هامش نزولها، أول أمس، في ضيافة ''الخبر''، عن بعض الهموم والانشغالات الأدبية ولم تمانع في الإجابة عن مختلف الأسئلة المتعلّقة بأشكال استقبال روايتها ''يوم الدّين''، الصادرة حديثا في طبعة جزائرية جديدة. انطلقت رشا الأمير من الردّ على ميول البعض في الحدّ من قيمة الرواية (صدرت، لأول مرة، سنة 2002) في بعدها اللّغوي قائلة: ''لست أوافق الطّرح نفسه. لست أرى أن الرواية تقوم على لغة معجميّة بقدر ما هي لغة عربية من المفروض أنها تشكل جزءا من حياتنا اليوميّة''. مضيفة: ''تستند فصول يوم الدّين على عربية مستمدة من القرآن ومن شعر المتنبي. لغة عربية شكّلت جزءا من واقعنا خلال قرون النهضة''. وعرّجت المتحدثة ذاتها على موضوع النّص والطرح الذي أرادت بلوغه: ''تجمع الرواية بين القرآن، النص السماوي المقدّس، وشعر المتنبي الذي ادعى النبوة وبرع في الشعر. من هنا انطلقت الحبكة وحاولت التقريب بين الوحي والشعر وإيجاد نقاط مشتركة بين الدّيني واللّغوي''. وتحكي رواية ''يوم الدّين'' علاقة حب تشوبها عديد التوترات والعثرات، بين إمام من عائلة بسيطة ووسط جد محافظ، يتعالج ويتطهّر بالكتابة، وشابة يتخذها عشيقة، يجمع بينهما شعر المتنبي وحلم حياة مشتركة. رواية أثارت حولها لغطا ولكنها لاقت حضورا في أوساط القراء، خصوصا من منطلق جرأتها ووعيها بفعل الكتابة. وتقول رشا الأمير: ''لست أدعي التنظير في الرواية. لست مؤهلة للخوض في مثل هذه المواضيع. لكن، فقط، أشير إلى أنني غير معنية بالسّرد الخطي''. وكشفت رشا الأمير، في سياق متصل، عن الخطوط العريضة من روايتها الجديدة التي ستحمل عنوان ''متاع السّرور''، التي لن تتوقف عند عتبة اللغة، وصرّحت: ''تحكي الرواية الجديدة عن تعدد الهويات. حالة الشتات والغرق ومظاهر التمزّق الحاصل أمام تعدد العرقيات المتصارعة فيما بينها بالمنطقة العربية''. ولم تخف الروائية التأثر بالواقع السياسي والاجتماعي المتسارع والدموي الذي تعرفه لبنان وفلسطين المجاورة، وانعكاساته على تجربتها الأدبية قائلة: ''الحرب والموت موجودان ويشكلان مكونين أساسيين من حياتنا. آثار حرب تموز والعدوان الصهيوني ما تزال تلقي بظلالها. وهي تأثيرات ليس من السّهل التّخلص منها''. مضيفة: ''تعيش لبنان حربا مباشرة، عسكرية، وحربا أخرى، فكرية. صحيح أن لبنان تعرف انتعاشا وحركية ثقافية تفتقدها دول عربية أخرى، مع ذلك لا يجب أن ننسى أن الكتب ليست بريئة. فهي نوع من أنواع الأسلحة''. فالكتابة والنشر يمثلان مجالين مهمين على خط الالتزام، ما دفعها إلى المساهمة بوجهة نظرها من خلال العمل في دار النشر ''الجديد'' التي تعرّفها بأنها دار ''تحاول المساهمة وتقديم إضافة للسّجال الفكري وإصدار كتب محترمة''.