تشرف السنة الفنية المسرحية 2010على نهايتها، وبهذه المناسبة ارتأت ''الحوار'' الوقوف عند أبرز المحطات التي شهدها الفن الرابع خلال السنة عن طريق إعادة قراءة او تقييم أجندة المؤسسات والهيئات التي تعمل تحت مظلة المسرح بالجزائر. ولعل أهم حدث استوقفنا ونحن نستقرئ نشاطات المسرح خلال سنة 2010 هو المهرجان الوطني للمسرح المحترف وكذا المهرجان الدولي للمسرح. رغم ان الطبعة الفارطة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف الأول لم تخل من النقائص كالعادة، إلا انها حققت نجاحا معتبرا بالمقارنة مع المسرح الدولي، حيث سعى المهرجان المحترف رغم محليته إلى استقدام بعض الوجوه المسرحية العربية البارزة في عالم الفن من اجل إعطاء نفس جديد للتظاهرة من اجل إيصالها لابعد حد. غيران استضافة نفس الوجوه المسرحية في كل طبعة من طبعات هذه التظاهرة أدخل المهرجان في التكرار الممل وحتى على مستوى الاعمال المقدمة التي عالجت كالعادة مواضيع متشابهة من حيث الطرح، ما جعلها نسخة طبق الاصل لسابقتها. ولعل ما حفظ ماء وجه ذات التظاهرة هو سعي القائمين عليها الى خلق ديناميكية مسرحية بوزن التظاهرة من خلال إشراكهم فرقا اجنبية لاول مرة خارج المنافسة من كل من ليبيا، تونس، المغرب، السودان، السعودية، سوريا، العراق، فرنسا، إيطاليا وإنجلترا. وان كان مهرجان المسرح المحترف حفظ ماء الوجه للفن الرابع هذه السنة، فإن المهرجان الدولي للمسرح في طبعته الثالثة شهد فشلا ذريعا رغم تاكيد القائمين علي نجاحه وكانه اصبح مجرد نشاط لابد من تنظيمه في قوالب جاهزة ومعدة مسبقا، ما جعل العارفين بالمسرح المحليين او العرب يشيدون بالمحترف ويحكمون بالفشل على الدولي الذي لم يصل، حسبهم، إلى مستوى تطلعات المسرح الدولي. حيث إن أغلبية المشاركين في هذه التظاهرة الدولية وحتى العارفين بشؤون المسرح أبدوا استياءهم من مستوى التنظيم الذي عرفه المهرجان في هذه الطبعة، ناهيك عن مستوى العروض المقدمة التي قالوا بشأنها إنها كانت متوسطة على العموم ولم ترق إلى مستوى الحدث باستثناء بعض العروض. ولعل الجدير بالذكر الذي يجب الاشارة اليه في هذا المقام، هو ارتفاع نسبة الإنتاج المسرحي في بلادنا وارتقاء العديد من المسارح الى مصاف المسارح الجهوية الذي ربما سيكون حافزا من اجل المنافسة وتقديم الافضل.