في معرض مناقشته وتحليله لفترة حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قال المفكر الكبير محمد حسنين هيكل إن أوباما رئيس من ورق، تصريح أثار استياء الكثيرين ولكنه في الحقيقة لامس الواقع بوضوح شديد، وكشف زيف الادعاءات التي راجت أثناء حملته الانتخابية وفي الأيام الأولى من توليه الحكم والتي جعلت الكثير من البشر من كافة أصقاع المعمورة ترى فيه المنقذ والمخلص .. فأمس الأول تظاهر عشرات الآلاف من الأمريكيين أمام البيت الأبيض مطالبين أوباما بتحقيق وعوده التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية علم ,2008 وأكد فيها إغلاق معتقل غوانتامو الذي ارتبط اسمه مع الانتهاكات الجسدية واللفظية والاعتداءات الحقوقية. وعد أوباما حول إغلاق معتقل غوانتامو والذي ظل حبرا على ورق انضم إلى قائمة وعوده التي تبخرت وضاع الأمل في تحقيقها، على شاكلة تخليه عن دعوة إسرائيل في ديسمبر الماضي إلى وقف الاستيطان بسبب شعوره بالإحباط من الملف حسب تبريرات أمريكية، ناهيك على تراخيه الشديد في الدفع نحو حل الدولتين.. ومن البارز أيضا أن تصريحات أوباما حول نيته فتح علاقات مع العالم الإسلامي على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، والتي أثلجت صدور الناس في الشرق الأوسط أضحت أيضا في مهب الريح في أعقاب تواصل سقوط أرواح المدنيين العزل في باكستان وأفغانستان والعراق وأماكن أخرى من العالم بأيادي وآليات أمريكية.. إن الرئيس الأميركي بات في خضم اختبار حقيقي ومستقبله بات على المحك، الأمر الذي يستدعي انتهاجه لطريقة أذكى من تلك التي اتبعها سلفه جورج بوش، وإلا كانت نهاية عهدة الرئيس الأسمر الذي تسيد البيت الأبيض محملة بمشاعر الكره والغضب العالمي بعدما اعتلى سدة الحكم بشعبية هي الأعلى لرئيس أمريكي منذ 20 سنة، فهل سيدخل أوباما التاريخ كرجل جلب السلام للعالم وللعرب والمسلمين؟ أم أن الآمال التي عقدت عليه لا تعدو أن تكون سوى وعودا كاذبة ومبادرات تشبه السراب..