شكل فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما بكرسي الرئاسة الأمريكية أمس الموضوع الرئيس في الصحف الأمريكية والعالمية والتي أجمعت على التأكيد أن "الحدث تاريخي". وتناولت الصحف الأمريكية أمس فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما بترحيب لم يسبق لرئيس أمريكي أن استحقه ربما لأن انتخابه أحدث الاستثناء في بلد غالبيته من البيض والقاعدة التي سادت إلى غاية أول أمس هي استحالة تولي رئيس أسود مقاليد الحكم في بلد غالبية سكانه من البيض وكان قبل نصف قرن تحكمه العنصرية والميز بين السود والبيض. وبكثير من الابتهاج كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها أن "هذا الانتصار يشكل حقبة تاريخية تستحق التريّث من أجل تحليل تأثيراتها". وأضافت الصحيفة التي دعمت المرشح الديمقراطي في حملته الانتخابية أن "أمريكيا يدعى باراك حسين أوباما من أم بيضاء وأب أسود لا يكاد يذكره تربى في أحضان جديه بعيدا عن الولاياتالمتحدة انتخب ليكون الرئيس الأمريكي رقم 44 ... إن فوزه كان حاسما بفضل معاينته للنقائص التي تعاني منها الولاياتالمتحدة : فشل الحكومة في حماية المواطنين". وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" بالإرث الصعب الذي تركه الرئيس المنتهية عهدته جورج بوش لخليفته في البيت الأبيض وقالت إنه يتوجب على هذا الأخير تسيير انسحاب القوات الأمريكية من العراق من دون أن يتسبب في إحداث نزاعات جديدة من أجل السماح للبنتاغون بتركيز اهتمامه على الجبهة الأفغانية لمحاربة الإرهاب. واعتبرت صحيفة واشنطن بوست أن فوز باراك أوباما عكس التقدم الذي حققته الولاياتالمتحدة في مجال التعايش بين مختلف المجموعات السكانية المشكلة للمجتمع الأمريكي، ودافعت الصحيفة عن قرارها بتأييد أوباما وقالت إنها لم تأخذ لونه في الاعتبار وإنما لكونه كان أحسن المرشحين لقيادة الولاياتالمتحدة، رغم اقتناع الصحيفة أن مسالة لون البشرة أساسي في مثل هذا الوقت وخاصة وأن زواج أبيه الأسود بأمريكية بيضاء أثار ضجة كبيرة في ولاية كانساس قبل 47 عاما. ولكن الصحيفة أكدت أن أوباما لن يكون في مقدوره إزالة آثار إرث الرئيس جورج بوش وتحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم. وكتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن انتخاب أمريكي أسود في البيت الأبيض يعتبر رد جميل لفكر المؤسسة الأمريكية"ووصوله إلى قمة السلطة في الولاياتالمتحدة جيلين بعد نهاية قوانين الميز العنصري في الولاياتالمتحدة يعد أمرا خارقا كونه لم يسبق وأن حدث في أي دولة من دول العالم الغربي. وأجمعت مختلف صحف العالم على الترحيب بالفوز التاريخي لباراك أوباما معتبرة أنه سيحدث تغييرا جذريا ليس فقط وجه الولاياتالمتحدة ولكن كل العالم. وطغت عبارة "الفوز التاريخي" على أغلبية عناوين الصحف الصادرة أمس في مختلف دول العالم . وكتبت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية أنه "فوز تاريخي" بينما أكدت صحيفة "نوتيسياس" البرتغالية أن "أوباما غير لون التاريخ" وكتبت "بيلد" الألمانية أن "أمريكا أكدت أن كل شيء ممكن". وكتبت "ذي غارديان" البريطانية أن الشعب الأمريكي وضع اختياره باتجاه تغيير لنفسه ولكل العالم. وأضافت "ذي سن" الواسعة الانتشار في بريطانيا أنها خطوة عملاقة بالنسبة للإنسانية. أما "لوموند" الفرنسية فقد أكدت أن "أوباما هو حظ الولاياتالمتحدة" أما صحيفة "يوميرو شامبون" اليابانية فقد كتبت أن أوباما بمجرد أن أصبح رئيسا للولايات المتحدة فإنه مطالب بالشروع في التغيير الذي وعد به في حملته الانتخابية. وعلقت صحيفة "الأخبار" اللبنانية على هذا الفوز بعنوان "كيندي أسود في البيت الأبيض".