وقد نزل السعيد سعدي إلى الشارع رفقة العشرات من مناضليه، وهذا رغم عدم الترخيص من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية لمرتين في ظرف أسبوعين. وقد عبر عاصميون في حديثهم ل ''الحوار'' عن رفضهم للعودة لمثل هذه التصرفات والمسيرات التي قد تؤدي إلى انزلاقات في البلاد. وتحدث سكان ساحة أول ماي عن امتعاضهم من تحدي الأرسيدي للسلطات العمومية وتنظيم مسيرة وهو الأمر، حسبهم، الذي سيخلق جوا مشحونا في العاصمة، ومخاوف من أن تتطور مواجهات بين المنظمين مع قوات الأمن إلى أمور لا تحمد عقباها في ظل تغلغل عصابات تسعى إلى ''التخلاط'' في البلاد مثلما حدث في أيام الاحتجاجات الأخيرة أين توسط المحتجين عصابات النهب والسرقة والحرق. وفي ذات السياق أكد لنا بعض سكان شارع ديدوش مراد في حديثهم معنا أن ''ما يريده سعيد سعدي ليس بحثا عن مصلحة الجزائريين وإنما تسليط الأضواء عليه لا أقل ولا أكثر بعد أن غاب عن الساحة السياسية ومعروف عن سعدي بمثل هذه الخرجات وهو ما فعله إبان الانتخابات الرئاسية الماضية أين رفع راية سوداء فوق مقر حزبه بقلب العاصمة في خطوة استغرب لها الجزائريون واستنكروها، وهو الأمر الذي خلق أجواء من الحراك داخل الحزب وهو ما يريده طبيب الأمراض العقلية السعيد سعدي''. يقول أحد سكان شارع ديدوش مراد. وبعيدا عن قلب العاصمة اتفق كثير من الجزائريين على أن تحدي رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية للسلطات بتنظيمه مسيرة أمس لا يعبر عن شيء ولا علاقة له بما حدث في تونس من أحداث، على خلفية رفع علم تونس على شرفة مقر الحزب إلى جانب الراية الوطنية، في إشارة إلى الاقتداء بما فعله الشعب التونسي. وقال آخر ''أين كان سعدي عندما ارتفعت الأسعار؟ لماذا لم ينظم سعدي مسيرة في ذلك الوقت ووقف مع الشباب المحتج؟، هل يريد أن يشعلها من جديد فالجزائر ليست بحاجة لمثل هؤلاء الرجال بل لمن يخدمها ويخاف على مصالحها''. وقد عبر الكثيرون عن أسفهم لتحدي سعيد سعدي السلطات وخروجه إلى الشارع أمس خاصة وأن العاصمة عرفت تعزيزات أمنية غير مسبوقة جعل الكثير من المواطنين لا يشعرون بالراحة في ظل هذا الجو الذي خلقه في قلب الجزائر.