أجمع عدد معتبر من مواطني وتجار مختلف مناطق العاصمة الذي تحدثت إليهم “الفجر”، على أن المسيرة الذي دعا إليها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية اليوم، تعتبر “لا حدث”، فيما اعتبر عدد آخر أن ذات الموعد لن يزيد سوى من متاعب العاصميين اليومية، وذلك بتوقف وسائل النقل وغلق المتاجر، فيما يتخوف آخرون من حدوث انزلاقات واستغلال الوضع من طرف “المجرمين”، موازاة مع ذلك شرعت قوافل فرق مكافحة الشغب في تسييج العديد من المقرات الحساسة وفي مقدمتها المركزية النقابية والبرلمان وساحة الأمير عبد القادر واعتبر عدد كبير من المواطنين في تصريحات مقتضبة ل “الفجر”، بدءا من ساحة الشهداء، إن نداء التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بتنظيم مسيرة اليوم، “ لا حدث”، وقال المواطن “محمد” 61 سنة، “صحيح أن أوضاع البلاد تحتاج الى تحسينات مقارنة بالإمكانيات المكتسبة، لكن على سعدي أن يعرف أن مطالبنا اجتماعية عملية وليست سياسية هو يعرفها وحددها من ندائها”، أما على مستوى إقليم بلدية الأبيار، معقل الأرسيدي في العاصمة، فقد صرح العشرات من الشباب ل”الفجر “، أن السياسة ومسيرة الأرسيدي لا تعنيهم لا من بعيد ولامن قريب، فيما تساءل أحد تجار مواد غذائية بساحة الكنيدي “لماذا لا يطالب ولا يحدث التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وباقي الأحزاب تغييرا في الصالح العام من المنابر الذي يحتلها بدءا بالبلديات وصولا الى البرلمان”، فيما عبر عدد كبير من تجار ساحة الأمير عبد القادر وشارع ديدوش مراد، عن تخوفهم من حدوث انزلاقات وتهور في صفوف بعض المتظاهرين تؤدي الى ما لا تحمد عقباه، ومن ثم خسائر بالنسبة اليهم، على حسب تعبير “مراد “ مسير محل الألبسة الرياضية. وفي ساحة لا بروفال بالقبة، اعتبر عدد من جموع المصلين في حديثهم ل”الفجر”، أن مسيرة سعيد سعدي، وإن كان البعض يعتبرها خطوة من خطوات التنديد بازدراء الأوضاع الاجتماعية، إلا أنها لم تأت في وقتها، والدليل على ذلك، حسب أحد المتحدثين، أن التجربة الجزائرية في المظاهرات والمسيرات أثبتت وجود عدد من الانتهازيين والمجرمين الذين لا هم لهم سوى انتظار هذا النوع من المناسبات للنهب وسرقة أغراض المواطن، وقال “زهير” قابض حافلة، في ساحة أول ماي، أن هذه المسيرة لن تزيد سوى من متاعب المواطن، واستدل على أنه لا يعمل اليوم السبت وبالتالي فلا أجرة له. من جهة أخرى، عرف المقر الولائي للتجمع من اجل الثقافة والديمقراطية بالعاصمة، حركة كثيفة، من خلال توافد عدد معتبر من مناضليه والطلبة تحضيرا لموعد اليوم، يقابله تعزيزات أمنية كبيرة شرعت فيها المديرية العامة للأمن الوطني من خلال انتشار كبير لوحدات مكافحة الشغب، وفق ما ترصدته “الفجر” بكل من ساحة السكوار، وساحة الأمير عبد القادر، إلى جانب مبنى المجلس الشعبي الوطني، وكذا مقر المركزية النقابية.