يعقد التجمع الوطني الديمقراطي غدا بتعاضدية عمال البناء - بزرالدة - الدورة الأولى العادية للمجلس الوطني، التي ستخصص لانتخاب أعضاء المكتب الوطني الجديد والمصادقة على النظام الداخلي للحزب . وتأتي هذه الدورة التي تأخرت عن موعدها المقرر بقرابة الشهرين نظرا للالتزامات الحكومية للأمين العام أحمد أويحيى بعد تكليفه برئاسة الجهاز التنفيذي، إذ كان من المقرر عقدها حسب القانون الأساسي للحزب خلال فترة شهر التي تلي مباشرة عقد مؤتمر الحزب. لكن أويحيى قام بتمديد مهمة المكتب الحالي على ضوء صلاحياته لمواصلة مهامه بصفة عادية والإشراف على اللقاءات الولائية التي خصصت لشرح لوائح ومقرارات المؤتمر الثالث إلى غاية تحديد تاريخ عقد الدورة، التي استقر رأي أويحيى على عقدها خلال منتصف رمضان الجاري. وتسود هذه الأيام أجواء من الحيرة والترقب في أوساط أعضاء المكتب الحالي المتكون من 17 شخصا، وكذا في أوساط بعض القياديين الراغبين في ولوج المكتب الجديد، وما زاد في سوسبانس الترقب هذا هو تأكيدات أويحيى لأعضاء المكتب في مناسبات سابقة بأن لا ينتظروا أن يكونوا كلهم في المكتب الجديد، الأمر الذي يعني حتما أن عملية زبر موسعة ستمس المكتب وأن العديد من الأسماء حتى تلك التي توصف بالثقيلة ستسقط خلال هذه الدورة وستكون خارج حلبة المكتب في العهدة القادمة. وما يعكس شدة وحجم هذا الترقب هو الحركة الدؤوبة التي يشهدها المقر المركزي للأرندي ببن عكنون، الذي تحول خلال الأسبوعين الآخرين إلى مايشبه خلية نحل أو مزار يحج إليه جل أعضاء المكتب الذين اشتموا رائحة المقص الذي سيطال عضويتهم فيه، وكذا الراغبين في الظفر برضا ''سي أحمد'' من أجل ولوج قيادة ثاني أكبر حزب في البلاد من أعضاء المجلس الوطني خاصة بعد أن أبدى أويحيى نيته في تطعيم المكتب ببعض العناصر القادرة على إعطاء نفس آخر في المرحلة المقبلة تماشيا مع إستراتيجيته الجديدة التي ينوي تطبيقها في تسيير الحزب. وبشأن الأسماء التي ينتظر أن تغادر المكتب الوطني فقد أحيطت بسرية كبيرة كما هو الشأن بالنسبة لكل القضايا التنظيمية للأرندي والتكتم الذي تحاط به إلى آخر لحظة، وهي أمور تعود أويحيى على إضفاء عنصر المفاجأة عليها، يضاف إلى ذلك تكتم بعض الأسماء حتى تلك المقربة من أويحيى والتي توصف بعلبته السوداء داخل الأرندي على إعطاء هوية المغادرين الذين لم ترد أسماؤهم في القائمة التي يقترحها أويحيى غدا على أعضاء المجلس. وحسب بعض العارفين بخبايا مبنى بن عكنون فإن رؤساء بعض التنظيمات الجماهرية هم المعنيون بالدرجة الأولى بمقص أويحيى، إذ ورغم الثقل الذي تمثله في الحزب باعتبارها تشكل الحيز الأكبر من القواعد إلا أن ذلك لن يشفع لها، ويبقى باقي الأعضاء في منأى عن ذلك، تتقدمها الأسماء التي تشكل واجهة الحزب على غرار ميلود شرفي وصديق شهاب، والطاهر بوزغوب، صالح جنوحات، بن حليمة بوطويقة وعبد السلام بوشوارب. .