تكهنت مجلة ''إيكونوميست'' الاقتصادية المتخصصة بأن الأوضاع المالية في السوق الأميركي والعالمي ستتداعى أكثر، وأن بنك ''ليمان برادرز'' لن يكون المحطة الأخيرة في مسار الإفلاس. ووصفت المجلة الأحداث الأخيرة التي ضربت الأسواق المالية العالمية ابتداء من إفلاس مصرف ''ليمان برادرز'' واستحواذ بنك ''أوف أميركا'' على بنك ''ميريل'' الذي يعتبر من أكبر البنوك الاستثمارية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فضلا عن زحف بعض المؤسسات الكبرى نحو عرض نفسها على البيع خشية أن تلقى مصير ''ليمان''، بأنها غير اعتيادية. وقالت مجلة ''إيكونوميست'' إن الأزمة المالية الأميركية الراهنة تدخل في ظل هذه الظروف مرحلة جديدة في غاية الخطورة، مشيرة إلى أن تصفية أصول بنك ''ليمان'' من شأنها أن تخفض أسعار الأصول المشابهة لها في شركات أخرى. وأوضحت المجلة أن أكثر ما يثير القلق حاليا هو التأثير المباشر على الشركات الفرعية، خاصة السوق الكبير للديون غير المسددة، إذ يعتبر ليمان ضمن أهم البنوك الضامنة للديون غير المسددة، لا سيما أنه يمتلك عقودا تقديرية تصل قيمتها 800 مليار دولار، وبالرغم من بيع مصرف ''ميريل'' لنصيب كبير من أصوله بدافع الخشية من اللحاق بركاب ''ليمان'' الذي أعلن إفلاسه، إلا أن الأسهم واصلت في الانخفاض بنسبة 36 بالمائة خلال الأسبوع الماضي. وضمن المؤشرات الدالة على تدهور الأوضاع الاقتصادية تشير ''إيكونوميست'' إلى قيام بعض البنوك الضعيفة بشراء النقد لمساعدة الجهود الرامية لتحقيق استقرارها، حيث أعدت مجموعة من البنوك وشركات الأمن يصل عددها إلى 10 بنوك، حوالي مليار دولار كقروض تقدمها لأي عضو مؤسس فيها إذا ما واجه نقصا بالأموال النقدية.