ناشد كل من رئيس الهلال الأحمر الصحراوي يحيى حبيني، رفقة سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر ووزير الدفاع الأسبق للبوليساريو إبراهيم غالي، ناشد كلاهما كافة البلدان المانحة، المنظمات الدولية، المنظمات غير الحكومية، لجان الصداقة، والمجتمع المدني وكافة أصدقاء الشعب الصحراوي تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للاجئين الصحراويين، لتجاوز الوضعية الحرجة التي يواجهونها الآن، والتي أكد المتحدثان أنها تنبأ بكارثة إنسانية قريبة، ملمحين إلى أن بعض الأطراف تحاول الضغط على الأممالمتحدة ووكالاتها لتضغط هي أيضا بدورها على الشعب الصحراوي وجبهته المناضلة من أجل الحرية، لقبول الأطروحات المغربية سيما مع الجولات الفاشلة التي تجريها الجبهة من أجل استعادة حقوقها المسلوبة. وفي هذا الإطار، أعلن أمس الأول، رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، يحيى حبيني الذي زار الجزائر هذا الأسبوع، وألقى محاضرة بدعوة من بلدية سيدي أمحمد بالعاصمة حضرتها '' الحوار '' ، أعلن للصحافة الجزائرية والعربية، عن النفاذ التام لأي مخزون احتياطي من الغذاء خاص باللاجئين الصحراويين، ومشيرا أن هناك عجزا مسجلا مخيفا قد ينبئ بكارثة إنسانية إذا لم يتم التصرف السريع في الأمر. ويأتي هذا، في الوقت الذي يمر فيه أكثر من 158000 من اللاجئين الصحراويين الأكثر عوزا من أصل 200000 لاجئ صحراوي في مخيمات اللاجئين والأراضي المحررة بوضعية حرجة للغاية، حيث يواجهون نقصا حادا في المواد الغذائية الأساسية ذات الاستهلاك الواسع (الأرز، العجائن، السكر، الدقيق، الحليب ومعلبات السمك ...الخ). هذا ومن المتوقع أن ألا يتم تأمين السلة الغذائية لشهر جوان الحالي بشكل كامل، حيث كشف المتحدث أنه لم يتم توزيع سوى 34 بالمئة من تعداد اللاجئين الى غاية هذه الأيام، وهذا ما لا يمكن من تلقي المساعدات القادمة، حيث تفرض الوكالات الدولية تقييم كل كمية قبل نهاية كل شهر لتسليم الدفعة الثانية، وتبقى الصورة غير واضحة في ما يخص شهر جويلية المقبل، وتزداد الأوضاع تفاقما مع استمرار نفاد المخزون الاحتياطي من كل المواد الغذائية، وتأخر وصول المساعدات التي ينبغي أن يوفرها كل من برنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بشكل مستمر لهؤلاء اللاجئين، كما أن حالة الجفاف التي تعرفها الصحراء الغربية قد تحدث أضرارا بالغة في المواشي مما سيضاعف من الصعوبات القائمة. وفي هذا السياق، أوضح رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، أن المعونة الإنسانية، تتضمن في المتعارف عليه، ما قيمته 5,19 كلغ من الحبوب والشعير والبقول الجافة، دون خضر او فواكه وتجدر الإشارة الى أن الدراسات التي أعدتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين(HCR)، برنامج الأغذية العالمي (PAM) واليونسيف (UNICEF) تؤكد تزايد نسب الإصابة بفقر الدم وسوء التغذية في أوساط الأطفال والنساء عما كانت عليه أصلا، حيث ازدادت نسبة إصابة الأطفال دون سنة الخامسة بفقر الدم عن ,68 ووصلت نسبة الإصابة بسوء التغذية لدى هؤلاء الأطفال الى أكثر من ,39 أما النساء الحوامل فتبلغ نسبة إصابتهن بفقر الدم أكثر من ,76 والنساء في سن الإنجاب تزيد على .66 وأثنى رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، في الأخير على بعض الهبات حتى وإن كانت قليلة - كما قال - من طرف الحكومة الإيطالية، وجمعيات المجتمع المدني الإسباني، والحكومة السويدية، دون أن ينسى تقديم تشكراته للشعب والحكومة الجزائرية، التي أكد أنها كانت تقسم معنا الخبز حتى في أصعب أوقات الحصار الدولي غير المعلن عنها في التسعينيات.