استغلت المكتبة الوطنية تواجد الشاعر صاحب الفكر التنويري بالجزائر سعيد أسبر المدعو أدونيس بتنظيم أمسية شعرية على شرفه أول أمس قرأ خلالها الشاعر المفكر -الذي جلس وسط ديكور عربي أصيل أضفى عبقا على قاعة محمد الأخضر السائحي مجموعة من نصوصه الشعرية بلغته العذبة وبأسلوبه السلس وبأفكاره الفلسفية ذات أبعاد عميقة، البعد الإنساني والحضاري. استهل الشاعر أدونيس ذي الكتابات السجالية الذي قال فيه الدكتور أمين الزاوي ''أدونيس ذاك الشاعر الذي لا يشبه أحدا، بل لا يشبه حتى نفسه'' بقصائد تحمل هواجس الشاعر وهمومه وإرهاصاته النفسية، بنزيف الجرح العربي الذي أثار في فؤاده حزنا و...بكلمات ضمخها عطر الزنبقة والياسمين الدمشقي وصمود شجرة الأرز الذي احتضنته حين فر من نفسه، كلمات حركت وجدان الحاضرين الذين غصت بهم القاعة على غير عادة الأمسيات الشعرية التي اعتادت المكتبة الوطنية احتضانها. رحل أدونيس بالحضور إلى زمن غابر زمن قيس بن الملوح، عنترة بن شداد العبسي وعمرو بن كلثوم، حيث كان شعره ينبض بالحياة، نصوص ارتوت منها أرض جرداء .. نصوص نقلت الشاعر أدونيس إلى العالمية. ومن جملة ما قرأ قصيدة مفعمة بالحب أهداها إلى السيدة المناضلة جميلة بوحيرد التي أبت إلا أن تحضر هذا اللقاء الحميمي رفقة جمع غفير من عشاق ومحبي الشاعر أدونيس، كما أهداها أيضا إلى المرأة الجزائرية بشكل عام وأنشد يقول: ذلك الطفل الذي كنت أتاني مرة وجها غريبا... أيها الطفل الذي كنت تقدم ما الذي يجمعنا الآن ونقول أسلمت أيامي لهاوية تعلو وتهوى في المقبرة وقال في قصيدة أخرى حول علاقة الحب التي تربط الرجل بالمرأة: لم تكن الأرض روحا كانت جسدا كيف يمكن السفر بين الروح والجسد كيف تكون الإقامة ... حالة الصوفية والعشق التي غمرت المكان روت عطش الوافدين لحضور تلك الأمسية التاريخية التي كان بطلها شاعر ليس كالشعراء.