صرح البروفيسور كمال كلو المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية أن نسبة الإصابة بجرثومة السل قد رجعت بصورة ملحوظة في الجزائر، مرجعا ذلك إلى عدة عوامل أساسية على رأسها تحسن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي سمحت بالتطبيق الفاعل للبرامج المسطرة، لمكافحة هذا الداء المعدي والخطير عن طريق تطوير عمل المخابر المجهرية الجوارية للكشف عن الجرثومة. تحتضن الجزائر إلى غاية 6 نوفمبر القادم بمقر المعهد الوطني للصحة العمومية أشغال الملتقى- الورشة التكويني الخاص بالمختصين في الفحص المجهري موجهة للبلدان الإفريقية الفرنكوفونية حول موضوع التشخيص الجرثومي لمرض السل. الملتقى الذي ينظمه المعهد بالتعاون مع كل من الصندوق العربي للمساعدة التقنية للبلدان الإفريقية بالتعاون مع المخبر الوطني المرجعي لمرض السل بمعهد باستور الجزائر وسيعكف على دراسة مواضيع عدة ذات صلة بهذا المرض وانتقاله وآثاره على المستوى العالمي والجهوي، حسب ما جاء في كلمة المدير الافتتاحية، حيث سطرت مجموعة هامة من المواضيع التي سيتلقاها الطلبة خلال الملتقى نذكر أهمها ''مقاومة السل للأدوية'' و''إستراتيجية وضع حد لمرض السل'' و''المخطط العالمي لوضع حد لمرض السل الممتد من 2006 إلى ''2015 و''أهداف محاربة هذا المرض'' إضافة إلى التركيز على الجهود الواجب بذلها لتحقيق هذه الأهداف. المصاب بالسل قد يعدي 15 شخصا يعد مرض السل من بين الأمراض الجد خطيرة على الصحة العمومية نظرا للسرعة الفائقة لجرثومة على الانتشار، حيث تظهر أعراض الإصابة به في شكل رشح حاد وتنتشر في الهواء بطريقة مدهشة فيكفي أن يقوم أحد المصابين بالسعال أو التثاؤب أو الكلام أو البصق لتنطلق الجرثومة من رئتيه المصابتين، ويكفي لشخص غير مصاب أن يستنشق القليل منها ليعد هو الآخر ضمن قائمة الحالات الجديدة والتي تسجل منها الجزائر سنويا 20 ألف حالة ترتكز بالمناطق الغربية والجنوبية للوطن، حسب ما أظهرته آخر الدراسات المنجزة من قبل وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، والتي تعود إلى سنة ,2006 فيمكن للشخص المصاب والذي لا يتتبع العلاج اللازم أن يتسبب في انتقال العدوى إلى 15 شخصا آخرين في السنة ما يعد مخيفا كما يصفه المختصون ويساهم في رفع نسبة الإصابات الجديدة. مخبر للكشف لكل 100 ألف نسمة عقب عرض البروفيسور كمال كلو معطيات مخيفة عن مرض السل بالقارة الإفريقية التي تصنف في المرتبة الأولى عالميا من حيث عدد الإصابات، صادرة في آخر تقرير للمنظمة العالمية للصحة لهذه السنة والتي تفيد أن ثلث سكان العالم مصابين بهذا الداء، ( 14 مليار) منهم أفارقة تسجل بينهم سنويا 9 مليون حالة جديدة نصفها تندرج في إطار السل الرئوي الحاد الأكثر استفحالا بسبب بلوغ نسبة التشخيص 70 بالمائة فقط ما قيمه البروفيسور بالبعيد عن الأهداف المسطرة. أوضح من جهته البروفيسور شولي أستاذ أخصائي في الأمراض التنفسية أن الطريقة الجدية والفعالة للوقوف في وجه استفحال وانتشار هذا الداء بالجزائر هو وضع مخابر متخصصة في تشخيص المرض مجهزة بتقنيات جد متطورة بمعدل مختبر لكل 100 ألف نسمة في المناطق الريفية وآخر لكل 200 الألف نسمة في المدن الكبرى. وأكد من جهتهم، كل من ممثل عن وزارة الخارجية، والسيد رحماني ممثل عن الصندوق العربي للمساعدة التقنية للبلدان الإفريقية، وممثل معهد باستور الجزائر على ضرورة تنسيق الجهود لمكافحة مرض السل في الجزائر خاصة والقارة الإفريقية بصفة عامة للمساهمة في الحد من نسبة الوفيات الناجمة عنه، والتي بلغت حسب تقديرات المنظمة العالمية للصحة 5ر1 مليون شخص سنويا عبر العالم معظمهم من سكان القارة السمراء والدول العربية.