نفى السفير الأمريكي بالجزائر، والمنتهية عهدته روبرت ستيفان فورد، أن تكون للإدارة الأمريكية، رغبة في فرض أي ضغوط على جبهة البوليساريو للقبول بمقترح الحكم الذاتي الموسع الجاري الحديث عنه، موضحا أن بلاده تود أن يصل كل الأطراف إلى حل سماه المتحدث بالبرغماتي يسهم في إنهاء حالة المعاناة التي يقع تحت وطأتها الشعب الصحراوي. وأكد روبرت فورد، ردا على سؤال ''الحوار'' أثناء الندوة الصحفية الأخيرة التي عقدها أمس بمقر السفارة الأمريكية بالعاصمة الجزائر حول الرغبة الأمريكيةالجديدة المعبر عنها من طرف الرئيس جورج بوش للمغرب، في ظل فشل مثل هذه الخيارات في كل من فلسطين وكوسوفو، أكد أن قضية الصحراء الغربية قد طال أمدها كثيرا، ولذلك يضيف انه من الواجب البحث على سبل سريعة لتخفيف معاناة هذا الشعب، عبر ما اسماه بالطريق البرغماتي. وأضاف السفير الأمريكي، في هذا السياق انه من الواجب دراسة كل الأفكار، مفضلا إيجاد سقف وأجندة يجب الالتزام بها، مفيدا أن الحكومة الأمريكية لن تطلب أبدا من البوليساريو بالقبول بالمقترحات المغربية، مؤكدا أن إدارة بلاده ترحب بأفكار مقابلة من طرف البوليساريو وهذا ليناقشها الطرف المغربي، كما أوضح أن كل هذه اللقاءات ستبقى تحت المظلة الأممية. وفي غضون ذلك، رد فورد على الشق الثاني من سؤال '' الحوار'' والمتعلق بإمكانية مساعدة اللاجئين الصحراويين بكميات من الغذاء في ظل الوضع الكارثي الذي يمرون به نتيجة تقلص المساعدات الأممية، حيث أكد أن الجانب الأخلاقي والإنساني يدفعنا إلى ذلك مذكرا بالمعونات التي قدمتها بلاده في السنة الماضية، والمقدرة ب8,2 مليون دولار. من جهة أخرى، قال السفير الأمريكي، أن بلاده قد عينت الدبلوماسي توماس دوتون كمنسق في السفرة الجزائرية للفترة القادمة وهذا في انتظار تعيين السفير الجديد في الجزائر. وعاد روبرت فورد، ليطوف على عديد القضايا التي سبق وان أشار لها كرفض بلاده التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، ورفضها للتواجد العسكري في القارة السمراء، كما أشار إلى أن بلاده تؤيد التعاون مع الجزائر في المجال النووي على غرار تعاون الجزائر مع باريس. وعن، المساجين في سجن غوانتناموا أعاد طرح أن بلاده ستغلق السجن نهائيا في انتظار إتمام الإجراءات القانونية لتسليم المساجين إلى بلدانهم. وعن حجم التبادلات بين البلدين أحصى المتحدث رقم 1,816,17 مليار دولار كصادرات جزائرية نحو أمريكا في مقابل 65,1 مليار دولار هي الصادرات الأمريكية نحو الجزائر في العام الماضي، كما منح رقما يخص الثلاثي الأول من العام الحالي، حيث مثلت الصادرات الجزائرية ما قيمته 4 مليارات دولار، في مقابل 400 مليون دولار قال إنها تمثل الصادرات الأمريكية نحو الجزائر.