أكد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر روبرت فورد، أمس، أن القائم الأعمال في السفارة الأمريكيةبالجزائر توماس دوتون سيتولى مهام السفير إلى حين تعيين خليفة لفورد، موضحا من جهة أخرى أن واشنطن لا تسعى إلى نشر قوات لها في إفريقيا بقدر ما تريد تمكين بلدان القارة السمراء من تحمل مسؤوليتها بنفسها، معتبرا أن للجزائر وواشنطن مصلحة في تمكين جاراتها من مراقبة حدودها. أوضح سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في آخر ندوة صحفية له قبل أن يغادر الجزائر رسميا الأسبوع المقبل ليزاول مهاما أخرى أوكلت له في العراق، أنه قد تم اقتراح اسم الدبلوماسي الذي سيشغل منصب سفير الولاياتالمتحدة في الجزائر، مشيرا إلى أن الاقتراح محل دراسة من طرف الحكومة الأمريكية، وأن تعيين سفير جديد يتطلب موافقة الكونغرس ثم السلطات الجزائرية، وإلى ذلك الوقت سيتولى القائم بالأعمال في السفارة الأمريكيةبالجزائر "توماس دوتون" مهام السفير بصفة مؤقتة. فورد الذي تعرض لدى إجابته على أسئلة الصحفيين إلى عدة قضايا جوهرية في العلاقات الجزائريةالأمريكية، جدد موقف واشنطن حول الأفريكوم قائلا: "نحن لا نبحث نشر قوات أمريكية في إفريقيا، ولم نقل ذلك أبدا، لكننا نريد تقوية القدرات الإفريقية في الدفاع عن نفسها، من خلال التكوين، وكذا مساعدة هذه الأخيرة على تحمل مسؤوليتها"، مضيفا بأن للبلدين مصالح مشتركة في أن تصبح البلدان المجاورة للجزائر قادرة على مراقبة حدودها التي طالما كانت عرضة للكثير من الأخطار مثل تهريب المخدرات والإرهاب. أما فيما يتعلق بالمعتقلين الجزائريين في غوانتانامو فقد أوضح فورد أن أمامهم طريقين فإما أن تتم إعادتهم إلى بلدهم الأصلي أو أن يتم تقديمهم أمام المحكمة، قبل أن يوضح لدى حديثه عن الديمقراطية في الجزائر أن واشنطن طالما ساندت الجزائر في كل انفتاحها الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية والتعليمية، لافتا إلى أن الشعب الجزائري وحده المخول لاختيار طريقة وشكل هذا الانفتاح. كما نفى فورد بقوة أن تكون هناك أية منافسة بين واشنطن وفرنسا على التعاون مع الجزائر، معتبرا أن انفتاح الجزائر على البلدين وغيرهما من البلدان يعتبر أمرا إيجابيا يصب في صالحها، وتمنى السفير أن يتوصل كل من المغرب وجبهة البوليساريو إلى اتفاق للحد مما وصفه ب "الحالة المأساوية" التي يعيشها اللاجئون الصحراويون في المخيمات، مضيفا أن الحكومة المغربية قدمت مشروعها بخصوص الحكم الذاتي، لكن ذلك لا يعني أبدا غلق الباب أمام جبهة البوليساريو لتبادر هي الأخرى بطرح أي مشروع تراه مناسبا. على طاولة النقاش. وفي تقييمه لمنجزاته كسفير بالجزائر خلال العامين الماضيين أكد فورد أن البرامج التعاونية بين البلدين قد انتعشت نسبيا خاصة ما تعلق منها بمجال التربية، لكنه اعترف في المقابل بوجود تحد وحيد وهو عدم توفر عدد كاف من الدبلوماسيين اللذين يعملون على ذلك. وعن المبادلات التجارية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية أوضح فورد أنها بلغت 4.4 مليار دولار أمريكي خلا الثلاثي الأول من عام 2008، حيث بلغت صادرات الجزائر إلى الولاياتالمتحدة 4 مليار دولار، بينما بلغت صادرات الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الجزائر 400 مليون دولار، وهذا مقارنة 8.17 مليار دولار خلال عام 2007.