يواصل عمّال التربية والصحة لليوم الثاني على التوالي إضرابهم عن العمل، وسط تضارب في نسب الاستجابة لهذه الحركة الاحتجاجية. ففيما تصر وزارة بن بوزيد على أن نداء نقابات التربية لم يلق صدى لدى الأسرة التربوية وأن نسبة الاستجابة لم تتعد ال4 بالمئة، يلح النقابيون أن حركتهم الاحتجاجية عرفت إقبالا واسعا بلغت نسبة الاستجابة لها ال 90 بالمئة. ومثلما حدث أمس رجع المتمدرسون إلى بيوتهم بعد أن أغلقت بعض المدارس أبوابها، كما قفل بعض المرضى راجعين، بعد أن رفض الأطباء مزاولة عملهم، مكتفين بالحد الأدنى للخدمة. وأكد مزيان مريان في اتصال هاتفي ب '' الحوار'' أن الاستجابة للإضراب الوطني كان جد واسع وقد سجل ارتفاعا ملحوظا في اليوم الثاني، ملفتا إلى أن انسحاب بعض النقابات لم يقلل من حجم الحركة، ولم يغيّر من قناعات القاعدة العمالية لتحقيق مطالبها بضرورة إعادة النظر في الشبكة الجديدة للأجور وفي النقطة الاستدلالية وإصدار القوانين الأساسية وفتح مفاوضات نظام التعويضات، كما لن يترددوا في الذهاب نحو التصعيد بإضراب مفتوح عن العمل. وجدد الناطق باسم التنسيقية الوطنية لنقابات الوظيف العمومي دعوته للجهات المسؤولة، بفتح قنوات حوار جادة ومسؤولة إذا ما أرادت فعلا الحفاظ على هدوء واستقرار قطاعاتها، مبرزا أن لجوءهم للحركات الاحتجاجية تمخض عن سياسة سد الأذن وغلق الأفواه وليس لأنهم يريدون إحداث فتنة داخل القطاعات أو لأجل الاستيلاء على الساحة النقابية من طرف الكناباست والسنابات، يرد مزيان على الوزير بن بوزيد، ليشير إلى أنهم ماضون في الاحتجاج وسيصعدونه إلى إضراب مفتوح مالم يعر المعنيون الأمر بالا وأبقوا على سياسة غض الطرف. وفي ذات السياق وجه ممثل المضربين عن العمل نداء إلى ممثلي النقابات الأخرى للالتحاق بركب التنسيقية لأجل الضغط على الوصايات وحملها على الجدية في التعامل مع مسائلهم، بقوله '' نأمل أن تلتحق بنا نقابات أخرى ونحن مستعدون لضمها للتنسيقية لأجل توحيد الصفوف والدخول في احتجاج واحد قد يكون الأقوى والأكثر ضغطا على المسؤولين لأخذ مطالبنا المرفوعة بعين الاعتبار''. هذا ويواصل الأطباء بدورهم الإضراب عن العمل دون التخلي عن حقوق المرضى بالحفاظ على توفير الحد الأدنى للخدمة، مصرين على وجوب أن ترشد الجهات المسؤولة حياتهم المهنية والاجتماعية. وأكد رئيس النقابة الوطنية للأساتذة الأخصائيين في العلوم الطبية رضا جيجيك أن الاستجابة للإضراب كانت واسعة وقد بلغت ال 80 بالمئة، كما نظم كل الموظفين تجمعات على مستوى كل المستشفيات الجامعية، بمستشفى مصطفى باشا وبوهران وبقسنطينية، على أن يجددوا اللقاء في تجمع آخر اليوم الثلاثاء. وأبرز المتحدث ل '' الحوار'' أن الصمت الذي تمارسه الجهات الوصية لن يفض النزاع ولن يضع حدا للتوتر داخل قطاعات الوظيف، ملفتا إلى أنه إذ لم تفتح الوصايات أبوابها واقتسمت مع الشريك الاجتماعي طاولة المفاوضات لا محالة سيصعدون من الحركة الاحتجاجية. بدوره أكد رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين التحاقهم بالإضراب الوطني وأظهر أن الإقبال كان واسعا تجاوز ال 90 بالمئة، ملفتا إلى تمسكهم بمثل هذا الخيار إلى غاية تحقيق مطالبهم المهنية والاجتماعية.