نطلق أمس اجتماع ''بوزنان'' حول التغيرات المناخية، الذي يجمع أطراف الاتحاد الأوروبي لمناقشة موضوع التغيرات المناخية، وسيتواصل هذا الحدث إلى غاية تاريخ ال 12 من الشهر الجاري، وستعقد الدورة ال 14 -الحالية- في مدينة بوزنان البولونية، في نفس فترة انعقاد المؤتمر ال 4 الذي اجتمع فيه الأطراف في بروتوكول كيوتو، ويتناول المنتدى مناقشة سياسية لجذب انتباه العالم على مشكلة تغير المناخ. ويشهد المؤتمر المنظم من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة الخاصة بالمناخ، حضور نحو 8 آلاف مشارك من أكثر من 190 بلدا، ينشطون في مجالات متعلقة بالمناخ، من وزراء للبيئة، ووزراء منتدبين لمتابعة التغيرات المناخية، وفودا حكومية، مؤسسات دولية، منظمات غير حكومية متخصصة في مجالات البيئة والأعمال التجارية والبحوث العلمية، فضلا عن ممثلي وسائل الإعلام. وبالإضافة إلى الجلسات العامة واجتماعات الفريق العامل سيعقد قبل وخلال المؤتمر، عددا من الأحداث المتمثلة في العروض، والورشات الدراسية، المناقشات بالإضافة إلى المعارض وغيرها، وهذا من اجل جذب اهتمام سكان العالم حول المشاكل المتعلقة بقضايا تغير المناخ. ويهدف لقاء بوزنان إلى وضع خطة عمل وبرامج عمل للمرة الثانية والأخيرة من المفاوضات بعد سنوات من المناقشات الشاملة والمستفيضة بشأن القضايا الرئيسية في الالتزامات ذات الصلة، والإجراءات والتعاون من أجل المستقبل، كما يهدف اللقاء إلى إحراز تقدم كبير بشأن العديد من القضايا التي ما زالت بحاجة إلى مناقشة لضمان تنفيذ الاتفاقية وبروتوكول كيوتو، فضلا عن تعزيز التفاهم والتقارب في وجهات النظر حول ''رؤية مشتركة'' لإنشاء نظام جديد لمكافحة تغير المناخ، وتدعيم فعالية الالتزامات والجدول الزمني . ويسعى الأوروبيون من خلال مؤتمر بوزنان، لتسريع وتيرة المفاوضات الدولية الجارية من أجل التوصل إلى معاهدة دولية تحمل محل بروتوكول كيوتو، كما تهدف التظاهرة إلى حشد الجهد الدولي من أجل التوصل إلى اتفاق يغطي مرحلة ما بعد ,2012 حيث ينتهي العمل بكيوتو، وكذلك وضع طريق واضح وخطة محكمة للسير في اتجاه موحد خلال الاجتماع الدولي شهر ديسمبر المقبل في كوبنهاغن. وأشار ممثل عن الاتحاد الاوروبي إلى انه من المبكر الحديث عن تقدم ملحوظ على طريق كوبنهاغن، ولكن محادثات بولونيا ستسمح بتوسيع آفاق النقاش الدولي، وتعطي إشارة قوية بأن العالم يسير في الاتجاه الصحيح، مضيفا انه يتعين على الدول الصناعية الكبرى العمل على تخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، مع الاستمرار في مساعدة الدول النامية على تحقيق الغرض نفسه. ويذكر أن الاتحاد الأوروبي كان حدد أهدافا له في هذا المجال بتخفيض نسبة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والاعتماد على مصادر طاقة نظيفة بمعدل 20 في المائة بحلول ,2020 وهو أمر لم تستسغه الدول الصناعية الكبرى، وهو يسعى لحث الدول الصناعية الباقية على الالتحاق به. ولكن الاتحاد الأوروبي يرى أن موقفه أصبح الآن أقوى، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما، نيته العمل والتعاون مع أوروبا في هذا المجال.