تساءل العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عن عدد البحوث والأطروحات العلمية التي يتم ترجمتها في الوطن العربي، مؤكدا على ضرورة نقل العلوم والمعارف للغة العربية التي ليست في حاجة لمن يقدسها بقدر حاجتها لمن يطورها خاصة في ظل موجة العولمة والتطور التكنولوجي في عالم الاتصال. في ذات السياق أشار ولد خليفة خلال استضافته أول أمس بمنتدى الإذاعة الثقافية، إلى ان اللغة العربية ليست في معزل عن تلك الموجة العولماتية الكاسرة رغم ابتعادها عن موقع الريادة فيها ذلك أنها لم تصنع لنفسها مفاتيح ورموزا علمية خاصة بها وإنما مازالت تعتمد على ذخيرة اللغات الأجنبية. أما عن دور الأسرة في تأصيل استعمال اللغة العربية، فقد شدد ذات المتحدث على ضرورة توحيد اللسان الجزائري بما يضمن وصولنا إلى فهم الآخر والتواصل معه، مفيدا أن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه الا عن طريق استعمال اللغة العربية الوسطى، نافيا ادعاءات بعض المنادين بتأصيل العامية واعتبارها هي المستقبل، موضحا ان كل من يدعي أن العامية هي المستقبل فهو ينفي مستقبله. بل ذهب ولد خليفة في سياق حديثه عن موضوع الحصة الذي تمحور حول '' واقع اللغة العربية تحديات ورهانات '' إلى القول إن اللغة العربية وحدها كفيلة بتوحيد الأمة العربية وتوصيل فكرها. وتعرض ولد خليفة بالمناسبة إلى منشورات المجلس الأعلى للغة العربية موضحا أن هيئته قد وصلت إلى مرحلة تدقيق منهج العمل وطريقة توصيل رسالته إلى المعنيين بالدراسات اللغوية واللسانية، وهو ما ساعد على تحسين مستوى اصداراته التي اصبحت مطلوبة بشكل كبير داخل الوطن وخارجه بل وحتى من الكونغرس والجامعات الامريكية التي أصبحت تطلب اشتراكا في المجلة التي يصدرها المجلس. كما أكد رئيس المجلس ان سنة 2009 ستكون سنة حصاد لغوي لا بأس به، مستعرضا عددا من أهم إصدارات المجلس وفي مقدمتها الدلائل الستة التي تخص ستة قطاعات تسييرية إدارية. وفي الختام أوضح ولد خليفة أنه من المنتظر ان يتم إصدار عدد خاص يتجاوز ال 1400 صفحة يشارك في تأليفه عدد من المسؤولين السياسيين والمفكرين الجزائريين والأجانب وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس المجلس.