بحضور نخبة من الوجوه السياسية والثقافية وفي جلسة نشطها الدكتورمحمد الزغيدي والأستاذ محمد قماري وزعت أول أمس بفندق الأوراسي جائزة المجلس الأعلى للغة العربية لدورة 2008-2010 التي تشمل أربع مجالات هي علوم العربية والتاريخ الوطني و الترجمة والعلوم الإقتصادية و التي فاز بها ثمانية مترشحين ، وقد عرفت الطبعة الجديدة من الجائوة مشاركة 31 عملا توزعت على المجالات الأربعة منها 17 عملا في مجال علوم العربية و 6 أعمال في مجال الترجمة و 4 أعمال في مجال العلوم الإقتصادية و كذا أربعة أعمال في التاريخ الوطني. و قد فازت بالجائزة الأولى في "علوم اللغة العربية" نادية مرابط في حين عادت الجائزة الثانية في ذات المجال إلى السيد بدر الدين بن تريدي عن بحثه المتعلق ب"قاموس التربية الحديث". كما أن الجائزة التشجيعية في مجال علوم اللغة العربية عادت إلى عبد الرزاق بلغيث عن بحثه حول "معالم في لغة الإعلام". و تحصل محمد العربي عقون عن الجائزة الأولى في مجال الترجمة إلى العربية عن عمله المتعلق ب"أصول بلاد البربر .. ماسينيسا أو بدايات التاريخ" وتحصل على الجائزة الثانية في نفس المجال أبو بكر خالد سعد الله عن بحثه المتعلق ب"اللانهاية في الرياضيات والفيزياء". أما في مجال العلوم الإقتصادية فقد عادت الجائزة الأولى مناصفة لكل من إسماعيل مومني و ميلود زنكري حول بحثهما "الأبعاد الحضارية و الفنية للنظرية الإقتصادية في فكر مالك بن نبي". و فاز بالجائزة الأولى في مجال التاريخ الوطني حسن مرموري حول عمله المتعلق ب"التوارق بين السلطة التقليدية والإدارة الفرنسية في بداية القرن العشرين" في حين عادت الجائزة الثانية إلى الإعلامي مصطفى بن دهينة حول "قطوف من تاريخ تندوف". وخلال كلمته القيمة أوضح رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور محمد العربي ولد خليفة أن أهم ما ميز الطبعة الخامسة للجائزة هو المشاركة الواسعة للشباب وخاصة في مجالي علوم العربية و التاريخ الوطني و ذلك بنسبة 60 بالمائة من المترشحين وأضاف أن أهم ما ميز دورة 2008 - 2010 هو المشاركة الهامة للشباب من الجنوب الغربي و الجنوب الشرقي و أفاد أن الهدف من هاته الجائزة هو تشجيع الباحثين الشباب بالدرجة الأولى و حثهم على البحث في موضوعات تتعلق بترقية اللغة العربية من خلال انجاز بحوث في مختلف العلوم أو بالترجمة إليها. وأكد الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية على أهمية إعادة بناء البحث التاريخي عن ماضي الجزائر القريب والبعيد ل"تصحيح المفاهيم والمغالطات". و أوضح أن إعادة بناء البحث التاريخي عن ماضي الجزائر يجب أن يصاحبه "تصحيح المفاهيم الملغمة و المغالطات التي أشاعتها المدرسة الكولونيالية الفرنسية و سربتها مثل العملة المغشوشة التي هدفها الفساد و الإفساد". و قال أنه من المستعجل "إحياء مشروع التاريخ العام للجزائر لتعريف الأجيال بحقائق ماضيها" مبرزا أن "التاريخ هو علم الوطنية بامتياز و الشريان الحيوي الذي تتغذى منه روح الأمة". و في ذات السياق أكد ولد خليفة إلى أن المجلس الأعلى للغة العربية يعمل على تعميم استعمال اللغة العربية في مرافق الدولة و المجتمع و يعمل أيضا على تقديم وسائل تعميم استعمالها و بخصوص العلاقة التي تربط اللغة العربية بالأمازيغية أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن "العربية هي شقيقة الأمازيغية" و أن "لكل منهما امتداد في الآخر" مضيفا أن اللغة العربية لا تقصي اللغات الأخرى التي تنشط في مجال العلوم. و على هذا الأساس "يسعى المجلس إلى إثراء اللغة العربية في مجال العلوم و التكنولوجيا و السعي لتوطين المعرفة على خريطة التراكم العلمي و تسارع الإختراعات و الإكتشافات في العالم" وبدوره أشار المؤرخ والمجاهد جمال قنان أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الجزائر في محاضرته بعنوان "في الوعي التاريخي : حالة الجزائر" أن واقع هذا الوعي في الجزائر قبل 1830 يشابه ما كان عليه في البلدان العربية الإسلامية الأخرى موضحا أن شباب الأمة هو حلقة الوصل التي تربط حلقتي الماضي بالمستقبل مشيرا إلى أنه "كلما كان وعيه بالتاريخ جيدا كلما حصن نفسه ضد سلبيات العولمة". وأضاف أن الوعي التاريخي "هو صمام أمان حصانة الوطن والأمة في حاضرها ومستقبلها و النسيج الذي يضمن وحدتها أمام الأخطار في الحاضر والمستقبل". و دعا الدكتور جمال قنان إلى ضرورة الإفلات من تأثيرات المدرسة الكولونيالية في مجال كتابة التاريخ موضحا " لن تتحقق الإنطلاقة في هذا الميدان ما لم تتم القطيعة مع هذه المدرسة و شل كل تأثير لها في توجيه الدراسات التاريخية".