أعرب بعض الفنانين والمطربين الجزائريين الذين استقصينا آراءهم حول تقييم المشهد الفني الجزائري لسنة 2008 على أن الحركة الفنية الجزائرية خلال هذه السنة قد عرفت انتعاشا كبيرا وذلك راجع -حسبهم -إلى الإهتمام الفائق الذي أولاه القائمون على رأس القطاع، ويتجلى ذلك كما قالوا في جملة من المهرجانات والحفلات التي نظمت خلل السنة والتي شارك فيها العديد ممن ينشطون في هذا الحقل من هواة ومحترفين. بينما استاء بعضهم وعبروا عن امتعاضهم من حالة التهميش التي مست بعض الطبوع الفنية الجزائرية. المطرب كمال بورديب: الفن الجزائري بخير أكد مطرب الفن الشعبي الأصيل كمال بورديب في لقائه مع جريدة الحوار أن الجهات الوصية على القطاع الفني بالجزائر والثقافي بشكل عام قد أولت اهتماما خاصا بمجال الفن في الجزائر بمختلف طبوعه دون إقصاء أي اسم، وأن ثمة جهود بذلت ومازالت تسعى دوما إلى تكثيف أعمالها للسمو بالفن الجزائري في سماء العالم، وما لاحظناه يقول الشيخ بورديب خلال هذه السنة، أن عالم الفن قد عرف ازدهارا بصورة محسوسة، وفي اعتقادي -يضيف ذات المطرب- هناك أصوات واعدة على الساحة الفنية الجزائرية تعد بمستقبل أفضل للفن الجزائري. عبد القادر الخالدي: كثرة المهرجنات التي احتضنتها الجزائر دليل قاطع على مدى غنى 2008 فنيا من جهته أوضح الفنان عبد القادر الخالدي عميد الأغنية الرايوية على أن سنة 2008 كانت مكللة بالنجاح فنيا وأن كل فنان أخذ نصيبه منها، وذلك راجع إلى سلسلة المهرجانات التي نظمتها الجزائر خلال هذا العام والتي جمعت العديد من الفنانين الجزائريين والعرب، كما عكف مسؤول القطاع على تنظيم عدة سهرات فنية شارك فيها نجوم الأغنية الجزائرية جاؤوا من مختلف مناطق الوطن، شخصيا -يقول الخالدي- استفدت كثيرا هذه السنة حيث كان لي الشرف المشاركة في مهرجانات عدة منها مهرجان الأغنية الوهرانية وكذا مهرجان الأغنية الرايوية الذي احتضنته ولاية سيدي بلعباس إلى جانب حضوري في سهرات فنية متنوعة أقيمت هنا وهناك، منها سهرات الكازيف التي أقيمت على ركح مسرح الهواء الطلق بسيدي فرج خلال الصائفة، وأتمنى أن تكون سنة 2009 أرضية خصبة تنمو عليها بذرة أمل وأمان كل الشعب الجزائري، كما أتمنى أيضا من الله تعالى يقول الخالدي أن تكون كل السنوات التي تعقب 2008 سنة رخاء ويكون للفنان أكثر حظا فيها. الفنانة والممثلة أسماء جرمون: القطاع الفني استعاد عافيته من جهتها قالت الفنانة والممثلة الواعدة أسماء جرمون إن الفن الغنائي قد استعاد عافيته بعد سنوات الجمر التي عاشها القطاع وكذا الذين ينتمون إليه من فنانين ومطربين، وأضافت تقول ''لقد عانى الفن في بلادنا وتحمل الفنانون أوزاره لا نقول إنه كان في غرفة الإنعاش إنما كان مدفونا تحت التراب ومغمورا في أعماق الأرض، أما في الآونة الأخيرة خاصة هذه السنة فقد عرف القطاع انتعاشا كبيرا وعادت حركة الفن الجزائري إلى مجراها الطبيعي لتسير في اتجاه سليم، تمنياتي أن تكون كل ايام الشعب الجزائري أفراحا وكل عام والجزائر وكل الجزائريين بألف خير''. المطرب القبائلي وعزيب محمد أمزيان: الساحة الفنية الجزائرية عرفت حراكا فنيا محسوسا خلال عام 2008 على صعيد مماثل يرى المطربي الشعبي القبائلي وعزيب محمد أمزيان أن الفعل الفني الجزائري لم يعد كما كان إذ عرف في السنوات الأخيرة نوعا من الحركة مقارنة بالسنوات العجاف التي مر بها في الماضي، وأملنا -يقول وعزيب- أن يعاد للأغنية الملتزمة مكانها المعهود وأن تحظى بذات المكانة التي هي عليها الأغنية الراقصة، كما أتمنى عاما سعيد لكل الشعب الجزائري وان تكون 2009 سنة ازدهار وامل وطمأنينة للشعب الجزائري حيث ما كان . المطرب بوعلام بوقاسم: مسؤولو المؤسسات الفنية الجزائرية همشوا أسماء لها وزنها في الحقل الفني الجزائري وفي ذات السياق عبر المطرب الشعبي بوعلام بوقاسم عن استيائه وامتعاضه من حالة تهميش الفن الأصيل من طرف مسيري الفضاءات الفنية وقطاع الإعلام السمعي البصري، حيث أوصدت الأبواب على بعض الطبوع مثل القبائلي والشاوي ، في حين عملت جهات على تشجيع بعض الطبوع الأخرى مثل الطابع الشعبي والڤناوي، اللذين فرضا نفسهما بقوة على الساحة الفنية الجزائرية، إلا أنني أتفاءل خيرا في العام الجديد وأتمنى أن يلقى التشجيع كل الفنانين كما أتمنى أيضا أن تكون سنة 2009 سنة خير وأمل لكل الشعب الجزائري.